في ذكرى الرحيل.. ظهور “الحواتة” في مواكب “رحيل البشير”
|
على الرغم من قمع القوات الأمنية موكب تجمع المهنيين السودانيين المطالب بتنحي الرئيس عمر البشير في الخرطوم يوم الخميس فإن معجبي الفنانين الراحلين محمود عبد العزيز ومصطفى سيد أحمد كانوا حاضرين في الشارع، خاصة “الحواتة”.
واختار التجمع يوم 17 يناير/كانون الثاني الجاري ميقاتا لموكبه الثالث في الخرطوم الذي يوافق الذكرى السادسة لرحيل محمود عبد العزيز والذكرى الـ23 لرحيل سيد أحمد، حيث يحظيان بشعبية جارفة.
ويلقب عبد العزيز بـ”الحوت” لابتلاعه كل النجوم بحسب معجبيه الذين ينتسبون إليه باسم “الحواتة”.
وقبيل موكب التنحي يوم الخميس استعرت حرب بيانات بين مجموعتين من “الحواتة” في أبهى صور الاستقطاب الحاد الذي تشهده البلاد جراء احتجاجات متصلة منذ نحو شهر.
والتزمت مجموعة “أقمار الضواحي” جانب المحتجين بإعلانها أن التأبين السنوي لمحمود عبد العزيز سيكون في الشوارع مع تجمع المهنيين السودانيين، في حين رفضت مجموعة “محمود في القلب” الخطوة واتهمت الفريق الآخر بالتحول إلى حزب سياسي.
وتأكدت الجزيرة نت من اعتقال السلطات الأمنية رئيس مجموعة “أقمار الضواحي” محمد بابكر الأمين بشكل استباقي يوم الأربعاء، كما تم استدعاء الأمين العام للمجموعة محمد كنة وأطلق سراحه لاحقا.
محمد بابكر (يسار) مع الراحل محمود عبد العزيز (وسط) |
شقاق أسري
وكحال الشارع انقسمت أسرة الفنان محمود عبد العزيز، وذلك بفعل تدخلات حكومية واضحة، في محاولة لتحجيم دور الأسرة في تحريض معجبيه على الانضمام للمحتجين.
وفي حين اعتبر حاتم نجل الراحل التأبين في الشارع أفضل احتفالية تقدم لروح والده -خاصة في ظل سقوط قتلى جراء الاحتجاجات- نصحت والدة الفنان فائزة محمد طاهر معجبي ابنها بعدم الزج بأنفسهم في السياسة.
وكانت فائزة قالت عبر مقطع فيديو مصور بإيعاز من السلطات الحكومية من أمام منزلها في حي المزاد بمدينة الخرطوم بحري إن “محمود لم يكن سياسيا أو طائفيا أو قبليا، وهذا حقنا للدماء”، قبل أن تتمنى “النصر” للرئيس على من يعاديه.
وتظهر مواقف الابن مناصرة لمجموعة “أقمار الضواحي” المساندة للمحتجين، في حين تؤيد جدته مجموعة “محمود في القلب” المناهضة لركوب موجة الاحتجاجات.
والعام الماضي احتفى “الحواتة” بالذكرى الخامسة لرحيل فنانهم المحبوب في ملعب الخرطوم الذي غص بعشرات الآلاف، حيث درج محبوه على الاحتفال بذكراه السنوية في أحد ملاعب الخرطوم وهم يبكون ويرددون أغانيه.
وتوفي “الحوت” في 17 يناير/كانون الثاني 2013 عن 45 عاما بعد صراع مع المرض خلال رحلة علاجية إلى العاصمة الأردنية عمّان، واستقبل جثمانه الآلاف بمطار الخرطوم وسارت جموع المشيعين في مشهد مهيب، مما شكل استفتاء على شعبيته.
الحواتة بالشارع
وظهرت المؤشرات التي تدل على مشاركة “الحواتة” في موكب تجمع المهنيين وسط الخرطوم الخميس، في حين أحكمت التعزيزات الأمنية قبضتها واحتوت الموكب، حيث أصبحت أكثر قدرة على التعامل مع إستراتيجية المواكب منذ موكب الأحد الماضي.
لكن الكبت الذي تعرض له الموكب الرئيسي وسط الخرطوم دفع المنظمين إلى إشعال جذوة الاحتجاجات في أحياء الولاية، خاصة في بري والصحافة والديم وشمبات والكدرو، لتتبدى مجددا علامات مشاركة “الحواتة”.
وقالت مجموعة “محمود في القلب” في بيان إنها لم تحصل على إذن مسبق لإحياء ذكرى الراحل، وإنها تعاني من مشكلات مالية بعد أن طبعت “بوسترات” للترويج للذكرى.
واتهم البيان مجموعة “أقمار الضواحي” بالتحول إلى “حزب سياسي” لكونها دعت إلى الاحتفال بذكرى الراحل عبر الاحتجاجات، قائلا إن عبد العزيز تغنى لحزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
في مقابل ذلك، أصدرت مجموعة “أقمار الضواحي” بيانا تضامنيا مع الاحتجاجات، مشيرة إلى أن صالح عبد الوهاب -الذي سقط قتيلا في موكب أم درمان الأسبوع الماضي- كان من معجبي “الحوت”.
ولطالما كان الراحل ومعجبوه رمزا للتمرد، وسبق أن تعرض عبد العزيز للجلد بسبب مواد النظام العام في القانون الجنائي بمدينة الأبيض في شمال كردفان.
وجعلت الشعبية الطاغية للفنان الراحل معجبيه “الحواتة” محل اهتمام سياسي من أنصار الحكومة ودعاة الاحتجاجات، وهو ما يعكس حالة الاحتقان في الشارع السوداني.
المصدر : الجزيرة