فاز بجوائز عدة.. صحفي بدير شبيغل يختلق القصص والأخبار
|“مراسلون خاصون” كان عنوان فيلم سينمائي شهير عام 2016 وحقق نجاحا مميزا، حيث اضطر فيه الصحفي فرانك بونفيل (أدى دوره إريك بانا) ومعه التقني إيان فينتش (ريكي جيرفي) لإصدار تقارير مفبركة عن انقلاب مزعوم في إكوادور، لكن من داخل المقهى المقابل للإذاعة التي يشتغلان فيها داخل الولايات المتحدة.
فبعدما أضاع إيان جوازي السفر والأموال التي منحت لهما لإجراء التغطيات الصحفية الضرورية من الإكوادور، اضطرا للعودة من المطار واللجوء لمقهى يملكه صديقان لهما، فانطلق بونفيل ينقل التقارير عن “الانقلابيين والثورة الإكوادورية” مصحوبة بالمؤثرات الصوتية الخاصة التي جهزها فينتش لإقناع المستمع بأنهما في إكوادور فعلا.
ما رآه المشاهدون بهذا الفيلم تعيشه مؤخرا دير شبيغل الألمانية التي تأسست عام 1947، وتبيع شهريا نحو 725 ألف نسخة مطبوعة، وتعد من أشهر المجلات في العالم.
فقد كشفت المجلة الأربعاء أن صحفيا لديها سبق أن حاز جوائز عدّة كان يختلق قصصا لتلفيق أخبار.
وكان كلاس ريلوتيوس (33 عاما) قد تلقّى مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري جائزة مراسل السنة عن مقال حول شباب سوريين ساهموا في انطلاق مظاهرات 2011 ضد النظام.
وقدمّ ريلوتيوس استقالته الأحد للمجلة الأسبوعية بعد تفجر فضيحة التلفيق.
وبعدما وجّه له صحفي -تعاون معه في مقال عن روايات من الحدود الأميركية المكسيكية– اتهامات بهذا الصدد، أقرّ ريلوتيوس بأنه اختلق تصريحات ومشاهد.
ويقدّر عدد المقالات التي لفّقها 14، بينها واحد عن يمني أمضى 14 عاما في غوانتانامو من دون أي سبب وجيه، وآخر عن لاعب كرة القدم الأميركية كولن كابرنيك الذي آثر الركوع عند بث النشيد الوطني خلال المباريات تنديدا بأعمال العنف العنصرية الطابع. وكان الصحفي قد ادّعى أنه قابل والديه.
وأعربت رئاسة تحرير “دير شبيغل” عن صدمتها لهذا التلفيق الواسع النطاق، متعهدة بفتح تحقيق لمعرفة كيف تمّ نشر هذه القصص المفبركة رغم وجود طاقم متخصص للتدقيق في صحة الأخبار.
وبحسب دير شبيغل، فإن ريلوتيوس نشر نحو ستين مقالا في النسختين الورقية والإلكترونية من المجلة.
وحاول زميله خوان مورينو طيلة أسابيع تنبيه المسؤولين والزملاء إلى حقيقة ما يفعله ريلوتيوس، إلا أن أحدا لم يصدقه، بل صار يعاني من مضايقات عديدة، واتهامات له بمضايقة زميله الذي اعترف نهاية المطاف بما كان يقوم به، معلنا أنه اضطر إلى ذلك لأنه كان يخاف من الفشل، ومن ضياع النجاحات التي حققها.
المصدر : وكالات