مربو الطيور يتنافسون في بطولة دولية فريدة بتونس
|مجدي السعيدي-تونس
يبدو الحديث عن تنظيم بطولة للطيور بتونس للوهلة الأولى أمرا غريبا، فتربية العصافير وسائر أصناف الكناري والببغاوات وغيرها من الطيور هواية استأثرت باهتمام التونسيين، ولكن القليل منهم فقط كانوا يتوقعون أن يتحول ذلك الولع إلى مسابقة تحكمها مقاييس صارمة وضوابط خاصة، وتوزع في أعقابها الكؤوس والميداليات، تماما مثل سائر الألعاب الرياضية.
وأفرز وجود عدد كبير من هواة تربية العصافير إنشاء جمعيات لمحترفي علوم وتربية الطيور، تنضوي محليا تحت شبكة تونس لعلوم الطيور، ودوليا تحت الشبكة العالمية للطيور، ثم إنشاء بطولة يتنافس فيها مربو عصافير الزينة وكل أنواع الطيور للتتويج بمختلف جوائز المسابقة.
وتحولت القاعة الرياضية برادس (جنوب العاصمة) يومي الثامن والتاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى فضاء خاص احتضن أول بطولة بالعاصمة تونس لعلوم الطيور، وتنافس فيها نحو 1500 طير من سائر الأنواع، كما شهدت أنشطة موازية لاستكشاف أغرب أنواع العصافير، في حين أقيمت سوق لبيع وشراء طيور الزينة.
|
عالم خاص
وتهدف البطولة إلى خلق علاقة تبادل بين مختلف المربين، فضلا عن توسيع قاعدة شعبية هذا النشاط، والمحافظة على بعض الأنواع النادرة من العصافير المهددة بالانقراض، وفق ما أكده رئيس جمعية محترفي تربية وعلوم الطيور بتونس أمين الورتاني للجزيرة نت.
وتوجد بتونس سبعة أندية محترفة لتربية الطيور، شاركت في البطولة، هي أندية تونس (العاصمة) وسيدي بوزيد، وسيدي علي بن عون، وقابس، وصفاقس (جنوب)، وزغوان (شمال)، بحسب المتحدث.
كما شهدت المسابقات إقبالا كبيرا من هواة ومحترفي تربية الطيور بتونس، وحضرها أكثر من ثلاثة آلاف زائر من كل الفئات العمرية، فضلا عن حضور عدد من الحكام والمراقبين التونسيين والأجانب.
ويقول الورتاني “تربية الطيور والتعرف على خصائصها وأصولها علم قائم بذاته، ويستهوي آلاف التونسيين المنخرطين ضمن جمعيات محترفة، وانبثقت عن هذا الولع فكرة تنظيم بطولة سنوية تحت إشراف شبكة تونس والكونفدرالية الدولية لعلوم الطيور، التي تأسست عام 1951، ويبلغ عدد البلدان المنخرطة فيها حاليا 44 دولة.
وأمام المئات من متابعي حفل الاختتام، تولت الشبكة التونسية لعلوم الطيور تكريم الجمعيات الفائزة، ومنح المربين المتوجين الميداليات والكؤوس في مسابقات عصافير الزينة والعصافير ذات المنقار الحاد والعصافير ذات المنقار المعقوف وغيرها.
ولع متزايد
ينتمي سفيان بوعلاق أحد مربي الطيور المحترفين لنادي قابس (جنوب) لمحترفي تربية وعلوم الطيور، وشارك بعدد من طيور الزينة بمختلف المسابقات، وتوج بإحدى الجوائز، ويرى أن نسخة تونس 2018 حققت الأهداف التي نظمت من أجلها، وأبرزها جعل هذه المسابقة نافذة خاصة لسبر أغوار العالم الخاص بالطيور وترسيخ أهمية تربية الطيور لدى التونسيين.
ويقول سفيان للجزيرة نت إن “تنظيم البطولة انعكس إيجابيا على مربي الطيور، وأسهم في تنظيم النشاط ومنح عشاق تربية العصافير الفرصة للتمتع بالعروض الجميلة التي تمت خلال البطولة، فضلا عن شراء بعض طيور الزينة على اختلاف أنواعها وألوانها البديعة والزاهية”.
وتتراوح أسعار العصافير التي تم عرضها على هامش المسابقة بين 100 و1500 دينار (بين 35 و520 دولارا)، في حين تم عرض زوجي ببغاء من فصيلة “الآرا” النادرة بمبلغ قياسي وصل إلى خمسين ألف دينار (ما يناهز عشرين ألف دولار) وذلك بحسب ما أكده مشرفون على التنظيم.
وتزايد ولع التونسيين بتربية طيور الزينة داخل المنازل وفي الحدائق، وأفرز ذلك ظهور جمعيات محترفة ومربين يتخذون من تربية وبيع الطيور وشرائها نشاطا مهنيا يسترزقون منه.
من جهته، يرى رئيس شبكة تونس لعلوم الطيور نور الدين البحري أن إقبال التونسيين على تربية عصافير الزينة يتزايد من عام إلى آخر، وهو نشاط توارثته الأجيال، وأسهم في تحول نشاط تربية الطيور من مجرد هواية إلى مهنة ما انفكت تستقطب الاهتمام وتتسع قاعدتها.
غير أنه لا ينفي الصعوبات التي تعترض هذا النشاط رغم مجهودات جمعيات علوم الطيور، وحاجته إلى مزيد من الدعم لترسيخ ثقافة تربية الطيور وحمايتها من خطر الانقراض.
وتسعى شبكة تونس لعلوم الطيور إلى تنظيم بطولة العالم في السنوات المقبلة، وهو حدث يحتاج إلى توفر الدعم المالي لتأمين استضافة المئات من الجمعيات من مختلف أنحاء العالم وفق تصريح البحري للجزيرة نت.
المصدر : الجزيرة