ماليزيا تحتفي بجائزة الشيخ تميم لمكافحة الفساد

سامر علاوي-بوترا جايا

لم تتمالك فرناندا أنجليكا أغويرا نفسها أثناء تكريمها بجائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للتميز في مكافحة الفساد، التي استحقتها عن قسم النشاط والانخراط الشبابي في هذا المجال، وقالت بأنفاس متقطعة “أشكر من ذكّرنا بأننا لسنا وحدنا ضد الفساد”. 

وأغويرا المكسيكية من بين ثمانية أشخاص من مختلف أنحاء العالم فازوا بالجائزة لإسهاماتهم في أربعة مجالات لمكافحة الفساد هي: إنجاز العمر، والبحث العلمي والأكاديمي، والجهد والانخراط الشبابي، والإبداع في مكافحة الفساد. 

أما نوح ريبادو الذي فاز بالجائزة في مجال “إنجاز العمر” فاختصر كفاحه بالقول “عندما تحارب الفساد فسيردّ بعنف، وهذا ما جعلني أخسر أصدقاء كثيرين”. 

وأثناء حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للتميز في مكافحة الفساد، أعلن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد عن تأسيس صندوق لمساعدة المتضررين من الفساد المالي والإداري في بلاده، وتوعد الفاسدين بعدم التساهل معهم.

النصب التذكاري “يد نظيفة” أقيم مقابل مكتب رئيس الوزراء الماليزي ومسجد بوترا (الجزيرة)

النموذج الماليزي
وعن سبب اختيار ماليزيا لتكون المحطة الثالثة في جائزة الشيخ تميم، تقول أستاذة القانون الدكتورة سيتي زبيدة إسماعيل في حديثها للجزيرة نت إن لدى ماليزيا الآفة والعلاج، وترى أن هناك آلية لمعالجة المشكلة من خلال مؤسسات الدولة وهيئة مكافحة الفساد وحزمة قوانين خاصة بمكافحة الفساد. 

وتضيف الدكتورة زبيدة إسماعيل أن دور المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني وقوانين حماية الشهود والمدّعين يجعل من ماليزيا نموذجا يحتذى به في العالم الإسلامي ودول العالم النامي في مكافحة الفساد، وفي نفس الوقت هو تحدّ لإثبات جدارتها في ذلك انطلاقا من الاعتراف بحجم المشكلة الكبير. 

لكن النائب العام القطري علي بن فطيس المري اعتبر اختيار بوترا جايا للاحتفال بالجائزة تقديرا لدور الشعب الماليزي ورئيس الوزراء مهاتير محمد في هذا المجال. 

وقال في رده على سؤال للجزيرة نت “لولا وعي الشعب الماليزي في مكافحة الفساد وقيادته المتمثلة في مهاتير محمد، لما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه من تقدم، ولذلك فإنه يستحق أن يقدر على مكافحته الفساد”. 

وأضاف المري أن سبب الإحباط في بعض بلدان العالم العربي يعود إلى غياب العدالة وانتشار الفساد، وأن سبب إقدام الشاب محمد البوعزيزي في تونس على إحراق نفسه وإطلاق شرارة الربيع العربي هو “غياب العدالة الذي خلق الفساد، فأينما وجد الفساد وجد الظلم، وإذا وجدت العدالة انتهى الفساد”.

احتفال توزيع جائزة الشيخ تميم للتميز في مكافحة الفساد في بوترا جايا (الجزيرة)

نصب الشفافية
وفي إطار الاحتفال بالجائزة، كشف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الستار عن نصب تذكاري لمكافحة الفساد في العاصمة الماليزية الجديدة بوترا جايا. 

وبني النصب التذكاري على شكل مجسم ليد مفتوحة تدل على النزاهة والنظافة، بحسب تصريحات النائب العام القطري للجزيرة نت، لكن آخرين اعتبروا أن اليد المفتوحة تحمل رسالة كذلك من نشطاء مكافحة الفساد إلى الفاسدين بأن “يدنا ستصلكم”. 

وقد أقيم النصب التذكاري على ارتفاع 12 مترا في ساحة بوترا مقابل مكتب رئيس الوزراء ومسجد بوترا الشهير. وفي رده على سؤال للجزيرة نت أكد رئيس هيئة مكافحة الفساد في ماليزيا أبو قاسم محمد على الحاجة إلى استكمال التشريعات الماليزية لضمان النزاهة والشفافية. 

وأضاف أن الحكومة الماليزية اتخذت قرارا بكشف جميع ممتلكات الوزراء ونوابهم عند استلامهم لمهامهم، ثم محاسبتهم بناء عليها، لكنه اعتبر هذه الخطوة غير كافية، وقال إن هناك حاجة إلى مراقبة نفقات المسؤولين، خاصة عندما تكون خارجة عن العادة. 

أما رئيس الوزراء مهاتير فقال في كلمته أثناء الحفل إن هذه الجائزة تعني الكرامة والحكم الرشيد واحترام الإنسان، وشدد على أن النهضة مرتبطة بالشفافية، وأن على الماليزيين أن يتخلصوا من الفساد إذا أرادوا أن يكونوا نمورا من جديد.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *