المجلس العسكري السوداني يعلن استعداده للتفاوض وفتح صفحة جديدة
|جاء ذلك خلال خطاب متلفز بثه التلفزيون السوداني ونقلته فضائيات عربية، بعد يوم من إعلان البرهان “وقف” عملية التفاوض مع قوى الحرية والتغيير وتشكيل حكومة انتقالية لتنظيم انتخابات عامة في البلاد في غضون تسعة أشهر، وهو إعلان رفضته المعارضة أمس.
وأوضح البرهان أن التغيير الذي يمر به السودان “يأتي في ظل ظروف صعبة”، مؤكدا أن تلك المرحلة “تحتاج للحكمة حتى نعبر بأمان، ونمنع البلاد من الانزلاق في الفوضى والإضرار بمصالح المواطن”.
وأكد أن “أي طرف يجب أن يتنازل من أجل مصلحة الوطن، لا لأي أجندة أخرى”.
وأشار إلى أن الأيام الماضية “شهدت أحداثا مؤسفة، التعامل مع المهددات والتعقيدات الأمنية، نجم عنه ضحايا”.
وتابع: “نتأسف على ما حدث، ونترحم على أرواح الشهداء ونتمنى للجرحى عاجل الشفاء”، مشيرا إلى وجود تحقيقات من النيابة بشأن ما حدث.
وقال إن “التاريخ يشير إلى أن مخاض التغيير عسير وصعب، وولوج المستقبل وتحقيق النهضة يتطلب عدم الوقوف في أخطاء وأحزان الماضي حتي نفتح صفحة جديدة طالما نحن نؤسس لرؤية جديدة تمنع تكرار أخطاء الماضي”.
ودعا “لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة نعبر من خلالها للمستقبل”، مشيرا إلى تجارب عديدة منها إفريقية استطاعت تخطي أخطاء الماضي.
وتابع: “نحن في المجلس العسكري نفتح إيدينا لتفاوض لا قيد فيه إلا لمصلحة الوطن نكمل من خلاله التأسيس للسلطة الشرعية التي تعبر عن تطلعات ثورة السودانيين بكل تنوعهم”.
من جانبه، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي السوداني محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في كلمة متلفزة، اليوم: “أعلنا انحيازنا للثورة ولكن بعد بدء المفاوضات انحرفت عن مسارها وانكشف المخطط (لم يحدده)”، داعيا لفتح الطرق المغلقة بالمتاريس.
وأضاف: “المجلس لم يأت ليحكم وليس عنده استعداد ليحكم، لكنه الضامن في ظل عدم وجود حكومة ومهتنا توفير احتياجات الناس وتحقيق الأمن للمواطنين”، نافيا تورط قوات الدعم السريع التي يرأسها في أعمال ترويع للمواطنين..
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من المعارضة بشأن هذا الموقف الجديد للمجلس، غير أن تجمع المهنيين السودانيين (أبرز التجمعات المعارضة)، أعلن رفض قرارات المجلس العسكري الاخيرة، التي تفضي لانتخابات عامة في غضون 9 أشهر.
وجدد دعوته لأربعة إجراءات بارزة هي: “العصيان المدني الشامل وإغلاق الطرق الرئيسية والكباري والمنافذ بالمتاريس وشل الحياة العامة”، و”الإضراب السياسي المفتوح في كل مواقع العمل والمنشآت والمرافق في القطاع العام والخاص”، و”التمسك والالتزام الكامل بالسلمية”، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان.
واقتحمت قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في وسط الخرطوم في ساعة مبكرة الاثنين وقامت بفضه بالقوة، حسب قوى المعارضة التي أعلنت مقتل 35 شخصاً على الأقل آنذاك.
فيما نفى المجلس العسكري فض الاعتصام بالقوة، قائلا إنه استهدف فقط منطقة كولومبيا المجاورة لمقر الاعتصام التي وصفها بـ “البؤرة الإجرامية الخطرة”، وسط تحقيقات رسمية بدأت من جانب النيابة السودانية في تلك الأحداث.
وبدأ الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، في 6 أبريل/ نيسان الماضي، للمطالبة بعزل عمر البشير، ثم استكمل للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، قبل فضّه بالقوة الإثنين.