بعد غارات التحالف بصنعاء.. هل يتجه اليمن لتجدد الحرب الشاملة أم للسلام؟
|قال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثيين محمد البخيتي إن الهجمات التي شنها طيران التحالف السعودي الإماراتي لم تحدث خسائر عسكرية في صفوف الحوثيين، لأن الأماكن المقصوفة معسكرات خالية بينما استهدف القصف حيا سكنيا للمدنيين.
وأضاف البخيتي -في تصريحات لحلقة (2019/5/16) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن السعودية اعتادت على قصف مناطق المدنيين عندما تفشل عسكريا في الميدان، مؤكدا أن “العدوان” استخدم كافة طاقتها ولن يفيده استهداف اليمنيين العزل عبر تصعيده في الضالع والجوف ونهم وتعز وغيرها، وعلى السعودية إدراك أن السلام لا بد أن يكون للجميع وإلا فالحرب ستتواصل على الجميع.
وأبدى استعداد الحوثيين لوقف إطلاق النار على كل الجبهات وتثبيت الهدنة فيها، مشيرا إلى أنهم اقترحوا قبل سنة وقف إطلاق الصواريخ البالستية واستخدام الطائرات المسيرة في استهداف الداخل السعودي والإماراتي، ولكن أطراف التحالف سخروا من ذلك وهم الآن من بدأ الهجوم الأخير في الجبهات الداخلية وتجديد الحرب الشاملة.
أما الباحث والمحلل السياسي توفيق حميد فأكد أن التحالف ليس من مصلحته استهداف المدنيين اليمنيين، ولكن الحوثيين هم من يتحمل سقوط الضحايا المدنيين في قصف التحالف لأنهم يخبئون الأسلحة في المناطق المدنية وليس المعسكرات، كما أنهم يستهدفون بالصواريخ والطائرات المسيرة عواصم التحالف التي يسكنها مدنيون.
ورأى أن لدول المنطقة مصلحة إستراتيجية في هزيمة الحوثيين نظرا لعلاقتهم بإيران وحلفائها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تمد فيه طهران الحوثيين بالأسلحة ليستمروا في الحرب تقدم أميركا والغرب دعما محدودا للتحالف، كما أن وعورة المنطقة تجعل قدرة التحالف على حسم الحرب لصالحه صعبة.
إستراتيجية خاطئة
وشدد حميد على أن حل الصراع يكمن في ممارسة الضغط على إيران التي قال إن “بيدها حل الأزمة ووقف الحرب بدرجة كبيرة”، متوقعا أنه خلال المرحلة القادمة -وبالتحديد بعد عام من الآن- سيضعف المد الإقليمي لإيران التي من المحتمل شن هجوم أميركي عليها، وحينئذ سيتوقف دعمها للحوثي ويحل السلام في اليمن والمنطقة.
ومن جهته؛ وصف الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الطيار مأمون أبو نوار الإستراتيجية المتبعة من التحالف السعودي الإماراتي بأنها “إستراتيجية خاطئة” لأنه لا يمكن حسم الحروب عبر القصف الجوي، مضيفا أن هناك عدم تناسب بين القوة التي يستخدمها التحالف والضرر العرضي الذي يقع بين المدنيين. ورغم دقة توجيه قنابله ودعم الغرب له بالمعلومات والتسليح؛ فإن التحالف فشل في التوفيق بين الحصانة المدنية والاستهداف العسكري.
وأوضح أن مما يعوق حسم الحرب أن أهداف الرياض من الحرب تختلف عن أهداف الإمارات التي تريد أن تظهر كقوة إقليمية كبيرة تسيطر على المعابر الحدودية والممرات المائية وموانئ المنطقة، أما الرياض فلها حدود كبيرة مع إيران واليمن، والحوثيون لهم قدرات كبيرة تتمثل في الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي تمكنهم من ضرب العمق السعودي.
وأكد أبو نوار أن الهجمات الحوثية الأخيرة داخل السعودية عطلت المشروع الأميركي الذي كان يراهن على أن يكون خط الأنابيب النفطية السعودي (شرق/غرب) بديلا عن النفط الإيراني، لافتا إلى أن البوارج الأميركية لا يمكنها ضرب البنية النووية الإيرانية التي ستمكن طهران من أن تصبح قوة نووية وستجبر الجميع على التعامل معها.