الجيش الجزائري يدعو للحوار لحل الأزمة السياسية ويحذر من العنف

دعا رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح إلى اعتماد “الحوار مع مؤسسات الدولة” خيارا وحيدا للخروج من الأزمة، محذرا من الوقوع في “العنف”، في حين استمرت المظاهرات الرافضة للمسار الحالي والمطالبة برحيل جميع أركان النظام.

وقال قايد صالح في تصريح جديد -نقله موقع وزارة الدفاع- “إنني على قناعة تامة بأن اعتماد الحوار البناء مع مؤسسات الدولة هو المنهج الوحيد للخروج من الأزمة (…)، وهو المسلك الأنجع الكفيل بتقديم اقتراحات بناءة وتقريب وجهات النظر وتحقيق التوافق حول الحلول المتاحة”.

وكان الفريق صالح أكد الثلاثاء أنّه “وجب علينا جميعا العمل على تهيئة الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات رئاسية باعتبارها الحل الأمثل للخروج من الأزمة”، موضحا أن الجيش “لا يحيد عن الدستور، مهما كانت الظروف والأحوال”.

ومنذ بداية حركة الاحتجاجات في 22 فبراير/شباط الماضي، يطالب المتظاهرون -خاصة خلال الاحتجاجات الحاشدة كل يوم جمعة- برحيل “النظام” الحاكم بكل رموزه، وعلى رأسهم الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي، وكلاهما من المقربين من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المستقيل في الثاني من أبريل/نيسان الماضي.

ويرفض المحتجون بشكل قاطع أن تسهر على تنظيم الانتخابات التي سيختارون فيها خليفة بوتفليقة أجهزة النظام الذي حكم البلاد عشرين سنة لأنها غير قادرة -في رأيهم- على ضمان نزاهتها وحريتها.

من جهته، دعا الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح إلى إشراك كل القوى الحية في البلاد، بحثاً عن الحلول التوافقية بما يستجيب لإرادة الشعب وتطلّعاته الحاسمة في إحداث تغيير جذري على نظام الحكم، كما جاء في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للعمل.

ترحيب وتنديد
ورحبت حركة “مجتمع السلم” -أكبر حزب معارض في الجزائر- بدعوة الجيش للحوار “بين الشخصيات السياسية والأحزاب ومؤسسات الدولة” من أجل “تجاوز الصعوبات والوصول إلى حالات التوافق الوطني الواسع”.

وقالت الحركة إنها “إذ ترحب بالحوار الجامع والواسع، والذي ترافقه وترعاه مؤسسات ذات مصداقية؛ فإنها تدعو بالمناسبة للمسارعة في الاستجابة للمطالب الجامعة للشعب الجزائري”.

أما حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض فندّد في بيان بتدخل رئيس الأركان “في الشؤون السياسية للبلاد”، بينما “الشعب الجزائري لا يثق في الوعود بالحفاظ على الثورة الشعبية وحمايتها من أي ضغط أو قمع”، لأنه لا يرى ذلك على أرض الواقع.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *