الجزائر.. حراك الشارع يكسر صمت الجمعة ويفجر مشاعر الوطنية
|فاطمة حمدي-الجزائر
يقول أبو بكر زعلاني (33 عاما) إن يوم الجمعة بالنسبة له لم يكن سوى يوم للنوم إلى غاية وقت الصلاة، ثم العودة للبيت أو لعب مباراة مع شباب الحي في أقصى حالات النشاط، في محاولة منهم لكسر صمت اليوم.
أما الصحفية رزيقة خرخاش فتقول إن طبيعة عملها في صحيفة مكتوبة تحتم عليها -عكس أغلب الجزائريين- أن تخرج في هذا اليوم للالتحاق بمكتبها.
أصعب ما يواجه هذه الشابة -حسب ما روته للجزيرة نت- هو الخروج يوم الجمعة الذي تقل فيه الحركة بشكل كبير وتخلو الشوارع من الزحام الذي يلازمه طوال أيام الأسبوع الأخرى.
ولم يكن الطالب عمر سليماني يخرج من بيته يوم الجمعة إلا لأداء الصلاة ثم العودة إلى المنزل دون معاودة الخروج، وحسب ما رواه للجزيرة نت “فإن نسق الحياة البطيء والهدوء القاتل اللذان ارتبطا بهذا اليوم جعلا منه يوما خارج رزنامة الحياة”.
ساحة موريس أودان شبه خالية من المارة في يوم الجمعة (الجزيرة) |
حراك حقيقي
ضرب الشباب عبر موقع فيسبوك موعدا يوم الجمعة 22 فبراير/شباط الذي شهد أكبر تجمهر في البلاد منذ سنوات طويلة، وبدأ المتظاهرون يحتشدون ويتوافدون على الميادين الكبرى، في مشاهد كسرت للمرة الأولى رتابة اليوم وهدوءه.
ومع توالي الجمعات واستمرار التصعيد في المطالب أصبح يوم الجمعة رمزا للنشاط ومرادفا للتجمع من أجل مطالب وحدت الجزائريين.
حياة أخرى
تقول الصحفية رزيقة إنها بعدما كانت ترهب التنقل نحو عملها يوم الجمعة بسبب الشوارع الفارغة فإنه لم يعد من السهل الوصول إلى مقر عملها بسبب الاكتظاظ الذي يطبع العاصمة منذ الصباح وحتى نهاية اليوم.
وتستأنس هذه الشابة بالحراك الذي أعاد للجمعة حياتها، وبات هذا اليوم رمزا للفرحة والغضب والاحتفال والتجمهر والتظاهر في آن واحد، إلى جانب السكينة الروحانية التي طالما حملها قبل 22 فبراير/شباط.
يتفاءل الجزائريون بالتغيير الذي بدأت تظهر ملامحه على يومياتهم، وأصبح الجميع حريصا على المشاركة بداية من مساء الخميس في التحضير للمسيرات عبر إعداد اللافتات وتقاسم المهام لتأطير المسيرات، خاصة في الشوارع الرئيسية للعاصمة الجزائرية التي تغزو صورها وسائل الإعلام الأجنبية.
المصدر : الجزيرة