مقال بنيوزويك: إقامة الحجة لعزل ترامب أقوى من أي وقت مضى

اتهم الملياردير الأميركي توم ستاير أعضاء الكونغرس من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء باستخدام المدعي الخاص روبرت مولر ذريعة مريحة لتجنب السؤال عما إذا كان ثمة ضرورة لعزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه.

وقال ستاير -وهو مطلق حملة تطالب بعزل ترامب- إن الكونغرس بدلا من أن يحكم على الرئيس بأعماله وتصرفاته مثلما درج على فعل ذلك مع أسلافه سمح له بالكذب البواح يوميا على الشعب الأميركي، والتكسب من منصبه، وارتكاب جنح ومخالفات مالية دون محاسبة.

يشار إلى أن مولر لم يجد في التحقيق الذي أجراه واستغرق زهاء عامين -في مزاعم تدخل روسيا بالانتخابات لمساعدة ترامب في الفوز على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون- دليلا يؤكد تآمر أي عضو في حملة ترامب الانتخابية مع موسكو خلال الانتخابات.

وفي تعليقه بمقال نشرته له مجلة نيوزويك، كتب ستاير قائلا إن ترامب يأمل -عقب الملخص الذي أعده وزير العدل وليام بار من أربع صفحات عن تقرير مولر- في أن “يجعلنا ننسى أنه ضالع في مخالفات، وإجرام صريح يعرضه للعزل”، مضيفا أنهم لن يسمحوا بذلك.

وقال إن المعروف على وجه اليقين أن مولر لم يبرئ ساحة ترامب من سلوكه المخالف للدستور والذي أميط عنه اللثام من قبل.

وأضاف أن الحملة المنادية بإقصاء الرئيس حددت عشر مخالفات ارتكبها ترامب وهو على رأس منصبه، كلها تخضعه لإجراءات العزل، غير أن تحقيقات مولر لم تكشف سوى عن اثنتين منها فقط.

وبغض النظر عن أن مولر لم يشأ مقاضاة الرئيس على الرغم من توجيهه 199 تهمة ضد 34 شخصا -بينهم مستشار ترامب السابق للأمن القومي مايك فلين ومحاميه السابق مايكل كوهين ومدير حملته بول مانافورت- وثلاث شركات فإن دونالد ترامب يظل غير مؤهل كليا للمنصب ويمثل خطرا على الجمهورية.

ومن بين المخالفات العشر التي حددها توم ستاير في مقاله أن ترامب عرقل سير العدالة عندما أقصى مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي لأنه لم يظهر “ولاء كافيا” له أثناء التحقيق في مزاعم ارتباط حملته الانتخابية بروسيا.

الحملة المنادية بإقصاء الرئيس حددت عشر مخالفات ارتكبها ترامب وهو على رأس منصبه، كلها تخضعه لإجراءات العزل، غير أن تحقيقات مولر لم تكشف سوى عن اثنتين منها فقط

كما أن الرئيس حاول مرتين الإطاحة بمولر لولا أن منعه مستشاروه عن ذلك، ثم جاء اعتراف مايكل كوهين بأن ترامب دفعه للكذب على الكونغرس خلال جلسة استماع سابقة بشأن رشى دفعها لعشيقات الرئيس.

ومن المخالفات أن ترامب انتهك مادة في الدستور الأميركي تحظر على المسؤولين الأميركيين قبول الأموال من الحكومات الأجنبية وحكومات الولايات الأميركية دون موافقة الكونغرس.

وفي هذا الصدد، تساءل الكاتب: هل كان لعشرات الألوف من الدولارات التي تلقتها اللجنة المشرفة على حفلات تنصيب ترامب من شركات وهمية تأثير على سياساته؟

وعندما رفض ترامب دمغ السعودية بتهمة جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، هل كان يتصرف في مصلحة الولايات المتحدة، أم لأن جماعات ضغط سعودية كانت تقيم بانتظام في الفندق الذي يملكه؟

ومن المخالفات تواطؤ ترامب مع آخرين لارتكاب جرائم ضد الولايات المتحدة، ومحاولته التستر على اتصالات حملته الانتخابية مع عملاء روس في انتهاك للقانون الاتحادي، وفقا لمقال ستاير.

وفي هذا الصدد، أشار الكاتب إلى أن ترامب أمر ابنه دونالد جونيور -عقب تنصيبه في الرئاسة- بالكذب بشأن اجتماعه مع عملاء روس للتباحث حول نشر معلومات تضر بغريمته هيلاري كلينتون.

وقال إن ترامب انتهج الكذب والخداع وسيلة لخطف ورقة الترشح عن الحزب الجمهوري للوصول إلى البيت الأبيض.

وبحسب المقال، فإن ترامب ظل منذ توليه المنصب ينفث سما عنصريا زعافا، ويبدي عداوة للمرأة في خطبه وتصريحاته.

وأدلى الرئيس في تصريحاته بأكثر من تسعة آلاف كذبة للشعب الأميركي، وهاجم الإعلام الحر، وحرض على العنف.

وختم ستاير بأن “على الكونغرس -الذي يملك الآن كل الأدلة التي يحتاجها- إخضاع هذا الرئيس للمحاسبة، والتأكيد مجددا على أن لا أحد في هذه البلاد فوق القانون”.

المصدر : نيوزويك

كلمات مفتاحية:

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *