غزة.. صحفيون ومسعفون في دائرة الاستهداف الإسرائيلي

رائد موسى-غزة

لم يكن الصحفيون الفلسطينيون وطواقم الإسعاف في مأمن من نيران قوات الاحتلال الإسرائيلي التي وضعتهم في “دائرة الاستهداف”، في محاولة منها لـ”إخراس الصحافة” والتغطية على جرائمها ومنع المسعفين من الوصول للضحايا، وذلك بهدف تعميق جراح آلاف الفلسطينيين السلميين الذين دفعهم القهر وظروف الحصار القاسية إلى المشاركة على مدار عام كامل في فعاليات “مسيرات العودة وكسر الحصار”، طلبا للعيش بحرية وكرامة.

ورغم ارتداء الصحفيين والعاملين في الطواقم الطبية والإسعاف شاراتٍ تميزهم عن غيرهم وتمنحهم “الحصانة” بموجب القوانين الدولية، فإن قوات الاحتلال نالت منهم، فارتقى شهيدان من الصحفيين وجرح أكثر من 150 شخصا، في حين استشهد ثلاثة مسعفين أبرزهم الشابة رزان النجار، وأصيب أكثر من 370 مسعفا بجروح وحالات اختناق بالغاز.

الصحفي الشهيد ياسر مرتجى الذي قتله قناصة الاحتلال أثناء تغطيته مسيرات العودة الكبرى يوم 6 أبريل/نيسان 2018 (مواقع التواصل)

وأكد مدير وحدة التوثيق والبحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان يامن المدهون أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت الصحفيين والطواقم الطبية والإسعاف بشكل منتظم ومتعمد أثناء أداء أعمالهم الإنسانية في الميدان على مدار عام كامل من مسيرات العودة وكسر الحصار.

وقال المدهون للجزيرة نت إن قوات الاحتلال تهدف من وراء استهداف الصحفيين إلى التغطية على جرائمها بحق المدنيين العزل، وإخفاء الحقيقة عن العالم.

وأوضح المدهون أن الباحثين في المركز رصدوا خلال العام الأول من مسيرات العودة مقتل صحفييْن، هما ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، وإصابة أكثر من 150 آخرين، في وقت استشهد فيه ثلاثة من أفراد الطواقم الطبية والإسعاف، وأصيب أكثر من 370 حوالي نصفهم بالرصاص الحي، وتضررت عشرات سيارات الإسعاف.

 فلسطينيون يحملون صور الصحفييْن ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين اللذين استشهدا برصاص الاحتلال خلال تغطيتهما مسيرات العودة على حدود غزة (الجزيرة)

استهداف ممنهج
الصحفي أحمد غانم، أحد جرحى مسيرات العودة وكسر الحصار، يقول عن تجربته “لم أكن أتوقع أن أكون من بين ضحايا المسيرات، فقبل نحو ثلاثة أسابيع توجهت للتغطية وكنت أرتدي كل وسائل السلامة المهنية، الدرع والخوذة، ورغم أنني كنت على بعد مئات الأمتار من السياج الأمني الفاصل، فإن قنبلة غاز مدمع أصابتني في أسفل القدم في منطقة العظام وهي منطقة حساسة، مكثت على إثرها عشرة أيام للعلاج”.

وأكد غانم للجزيرة نت أن إسرائيل تتعمد استهداف الصحفيين، وبفعل الصمت الدولي فإنها تتمادى في جرائمها وتهدف من وراء ذلك إلى قتل الصورة والحقيقة.

ويتفق رئيس مجلس إدارة “المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية” الصحفي فتحي صبّاح مع غانم على أن إسرائيل استهدفت الصحفيين خلال مسيرات العودة بشكل متعمد وممنهج.

وقال صبّاح للجزيرة نت إن إسرائيل تستهدف الصحفيين كي لا يفضحوا جرائم جيشها بحق المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة، الذين يشاركون في فعاليات سلمية شعبية من أجل التعبير عن آرائهم واحتجاجا على الاحتلال المستمر لعشرات السنين.

وأضاف أن ممارسات إسرائيل بحق الصحفيين تثبت أنها تسعى إلى “إخراس الصحافة” من أجل طمس الحقائق، وعدم ظهور الرواية الفلسطينية للعالم.

المسعفون ليسوا استثناء من الاستهداف الإسرائيلي خلال مسيرات العودة (الجزيرة)

مسعفون بمرمى النار
وكما لم يكن للصحفيين “حصانة”، فإن أفراد الطواقم الطبية والإسعاف كانوا كذلك في دائرة الاستهداف الإسرائيلي ومرمى نيران قناصة الاحتلال، بحسب تأكيد المدير العام للإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور بشار مراد.

وقال مراد إن “طواقمنا تعرضت لانتهاكات متعددة من جانب قوات الاحتلال أثناء عملها في الميدان خلال عام من مسيرات العودة، رغم أنها محمية بموجب شارة الحماية والتعريف، كون الهلال الأحمر جزء من المنظومة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر”.

وأوضح مراد للجزيرة نت أن 184 فردا من طواقم الإسعاف في الهلال الأحمر أصيبوا خلال عملهم في الميدان، رغم ارتدائهم أزياء مميزة معرّفة لدى قوات الاحتلال، ومن بينهم ثمانية أصيبوا بالرصاص الحي من قناصة الاحتلال، فضلاً عن استشهاد ثلاثة مسعفين بالرصاص الحي المباشر.

وأكد أن طواقم الإسعاف تواجه عراقيل كبيرة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي في إخلاء الضحايا والجرحى، خصوصا في المئة متر الأخيرة المحاذية للسياج الأمني، الأمر الذي تسبب في ارتفاع أعداد شهداء مسيرات العودة وتفاقم جروح آخرين، بسبب عدم قدرة طواقم الإسعاف على الوصول إليهم في الوقت المناسب.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *