مقتل الريش بالقاهرة.. الذاكرة الكويتية تستدعي حوادث مشابهة

خاص-الكويت

غضبة كبيرة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت على خلفية تعرض المواطن الكويتي خالد الريش للقتل في مصر في الثالث عشر من الشهر الجاري، وهو الحادث الذي دفع نشطاء كويتيين لمطالبة سلطات بلادهم عبر وسم #خالد _الريش بالتحرك لكشف غموضه.
 
الهبة الشعبية الرافضة والمنددة بما تعرض له القتيل تلاها تحرك رسمي كويتي تمثل في استدعاء السفير المصري لدى الكويت طارق القوني إلى مقر وزارة الخارجية وإبلاغه بقرار الكويت مشاركة فريق تحقيق متكامل في التحقيقات التي تجريها النيابة العامة المصرية بشأن الحادث.
 
وبحسب حديث لنجل شقيق القتيل فارس الريش فإن عمه كان قد سافر في 25 فبراير/شباط الماضي إلى مصر وكان آخر اتصال له به في 11 مارس/آذار الجاري، أي قبل يومين من وفاته.
 
وأضاف الريش -في روايته للجزيرة نت- أنهم أبلغوا في البداية بأن عمه قتل عبر “كتم نفسه”، غير أنهم فوجئوا عقب وصول الجثمان بوجود أمور أخرى أبرزها وجود آثار تعذيب وكسر بالكتف وحروق في بعض المناطق، إضافة إلى الضرب بآلة حادة في مؤخر الرأس.
 
ويؤكد الريش أن وقائع الحادث الغامضة ما زالت تطرح أسئلة عدة، أبرزها ما دوّن في شهادة الوفاة من أن سبب الوفاة لا يزال قيد البحث، كذلك بطء تحرك السفارة الكويتية في مصر وإبلاغها ذويه بالواقعة بعد يومين من الوفاة، إضافة إلى التراجع الملحوظ في وزن الفقيد، فضلا عن قيام الطب الشرعي بفتح الجثمان من الأمام والخلف.

ومن بين الأسئلة المحيرة كذلك -بحسب الريش- ما يتعلق بالمبالغ المالية المسروقة، إذ أبلغوا بأنها ثلاثمئة دولار وألف جنيه مصري وعشرة دنانير كويتية فقط، وهي مبالغ لا يعقل أن تكون هي كل حصيلة الرجل المعروف بثرائه وجميعها أمور يطالب الريش السلطات المصرية والكويتية بالكشف عنها في أقرب وقت.

حوادث سابقة
وكانت المواطنة الكويتية هديل عبد الحميد الخميس قد قتلت هي ووالدتها موضي فاضل الفضيلي (سعودية الجنسية) بمصر في أغسطس/آب 2015، كما شهد ديسمبر/كانون الأول من عام 2018 مقتل مواطن كويتي آخر في مدينة طنطا شمال القاهرة.

على الجانب الآخر، شهد ديسمبر/كانون الأول 2017 تعرض المواطن المصري وحيد رفاعي لاعتداء من قبل مواطن كويتي بآلة حادة سقط على إثره رفاعي مغشيا عليه.

كما شهد ديسمبر/كانون الأول 2018 وفاة المواطن المصري أحمد فرغلي دهسا خلال مشاجرة بين كويتيين ومصريين في محافظة حولي بالقرب من العاصمة الكويت.

ويتفق قريب آخر للضحية يدعى حمد الريش مع الرأي السابق، مؤكدا للجزيرة نت أن اشتراك أبناء الخادمة -التي ظل على علاقة طيبة بها طيلة 25 عاما- في الجريمة يزيد من إحساس الأهل بالفاجعة. 

المؤرخ صالح المسباح الذي ربطته بالقتيل الريش علاقة طيبة قال -للجزيرة نت- إن من بين أسباب الغضبة الكبيرة تكرار الحوادث في مصر لاسيما أن الحوادث الثلاثة الأخيرة شارك فيها أشخاص على علاقة بالقتلى بل كان بعضهم ممن أحسن إليهم المغدورون في أوقات سابقة على الحوادث.

وضرب المسباح مثالا على ذلك بحادث مقتل المواطنة الكويتية ووالدتها على يد شخص عمل لدى الأسرة لعدة سنوات، وكذلك حادث المواطن الريش الذي شارك فيه اثنان من أبناء الخادمة السابقة له التي تولى القتيل علاجها حين أصيبت بمرض القلب.

القبندي: حالة الغضب لم تكن موجهة ضد الدولة المصرية وإنما هدفت إلى إيجاد تحرك حكومي (الجزيرة نت)

موقف الحكومة
وأضاف أن من بين أسباب الغضب كذلك صمت الحكومة الكويتية ممثلة في وزارة الخارجية في بادئ الأمر وعدم استنكارها للحادث، رغم أن القتيل رجل له مكانة في الكويت كونه صاحب إحدى حملات الحج التي أكمل من خلالها مسيرة جده حمد الريش الذي كان صاحب واحدة من أقدم حملات الحج في تاريخ الكويت.

وتابع المسباح أن موقف الجانب المصري كذلك كان محل انتقاد، إذ لم يصدر عن السفير المصري في الكويت أي تصريح مقارنة بتصريحات وزيرة الهجرة المصرية نبيلة مكرم عقب كل حادث مشابه يتعرض له أبناء الجالية المصرية في الكويت.

بدورها رأت أستاذة علم الاجتماع الأسري بجامعة الكويت سهام القبندي أن مثل هذه الحوادث الجنائية مكررة وموجودة في كل دول العالم، مشيرة إلى أن حالة الغضب لم تكن موجهة ضد الدولة المصرية وإنما هدفت إلى إيجاد تحرك حكومي يشعر المواطن الكويتي أنه مسموع وأن حقه مصون.

وأشادت بما تقوم به وزيرة الهجرة المصرية كونه هو الدور المطلوب من الحكومات تجاه مواطنيها، فكل مواطن هنا أو هناك يريد أن يشعر بالتقدير والحماية من دولته وأنه محط اهتمام حكومته.

وحذرت من الانسياق وراء أصحاب الأجندات في مواقع التواصل الاجتماعي الذين يستغلون بعض الحوادث الفردية لضرب العلاقة بين الشعوب وإثارة النزاعات، مؤكدة رفضها للدعوات التي حذرت الكويتيين من السفر إلى مصر عقب الحادث.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *