موند أفريك: قوي وغامض.. قايد صالح رجل المرحلة في الجزائر
|وراء كواليس السلطة الجزائرية يطرح السؤال علانية حول الموقف الذي سيتخذه رئيس الأركان، ورجل المرحلة الانتقالية القوي، أحمد قايد صالح بشأن مواجهة رغبة عشيرة بوتفليقة في الحفاظ على دورها الفعّال في محور السلطة.
وفي تقريره الذي نشره موقع “موند أفريك” الفرنسي، قال الكاتب نيكولا بو إنه منذ بداية المظاهرات الشعبية المنادية بسقوط الحكومة الجزائرية، بدا رئيس الأركان أحمد قايد صالح مترددًا.
وبحسب التقرير، فقد حذّر هذا الجنرال -المعروف بولائه للرئيس بوتفليقة منذ تعيينه عام 2004- المحتجين من احتمال ظهور اضطرابات بسبب الاحتجاجات الشعبية. وفي اليوم التالي، مُحيت هذه الرسالة، وأعرب الجنرال بدل ذلك عن فخره بالوحدة التي لم تتأثر يوما بين الشعب الجزائري وجيشه.
ووفق كاتب التقرير، فإن المؤكد أن قوات حفظ النظام، بما في ذلك الدرك الوطني الذي يعمل تحت قيادة هيئة الأركان العامة، لم تسع في أي وقت من الأوقات إلى تأجيج الوضع الأمني، وإنما اتخذت موقفًا مسؤولًا تجاه الجماهير التي جابت شوارع البلاد.
وتساءل الكاتب عن رهانات الجنرال قايد صالح؛ فعلى امتداد السنوات الأخيرة، عارض رئيس الأركان بشدة فرضية خلافة سعيد بوتفليقة لشقيقه. وفي الآونة الأخيرة وبعد حملة تطهير شملت الأجهزة الأمنية، أجرى الجنرال اتصالات غير مباشرة مع العديد من الشخصيات السياسية، مثل رئيسي الوزراء السابقين علي بن فليس ومولود حمروش.
وفي الوقت الحالي، تُثار التساؤلات بين القادة الجزائريين حول الخيارات النهائية والحاسمة التي سيتخذها الجنرال قايد صالح بصفته الرجل القوي، دون منازع في هذه المرحلة.
في الوقت الحالي، تُثار التساؤلات بين القادة الجزائريين عن الخيارات النهائية والحاسمة التي سيتخذها الجنرال قايد صالح بصفته الرجل القوي، دون منازع في هذه المرحلة |
موقف دفاعي
ويورد تقرير “موند أفريك” أنه في اليوم التالي لمظاهرات الجمعة 15 مارس/آذار، عانى المعسكر الرئاسي حالة من الانقسامات؛ فقد أيّد رئيس الوزراء نور الدين بدوي فكرة حل المجلس الوطني الشعبي، كما أشار بدوي -الذي عمل في ما مضى وزيرا للخارجية والمعروف بولائه للرئيس- إلى ضرورة التضحية بالأمين العام لاتحاد العمال الجزائريين سيدي السعيد، الذي خرق القاعدة النقابية بسبب قربه من السلطة.
وفي نهاية المطاف، خلصت الأغلبية داخل عشيرة بوتفليقة بقيادة نائب رئيس الوزراء رمطان لعمامرة إلى ضرورة التريّث من أجل تفادي خسارة الفرص المتبقية. ونتيجة لذلك، يبدو أن حاشية الرئيس بوتفليقة تنتهج سياسة الترقّب دون أي مشروع بديل حقيقي، وفق ما جاء في تقرير موند أفريك.
تكريم الجيش للشعب
وتضيف موند أفريك أنه وفي يوم الاثنين 18 مارس/آذار، تحدّث الجنرال قايد صالح باسم قوات الجيش. وينقل بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني خطابًا ألقاه رئيس الأركان على هامش زيارة عمل وتفتيش للمنطقة العسكرية الثالثة. وأشاد نائب وزير الدفاع “بالوعي العميق” للشعب فضلا عن تمتّعه بحس وطني وروح مواطنة منقطعة النظير.
حيال هذا الشأن، أكّد صالح “التزامه أمام الله والشعب والتاريخ”. دون أي إشارة إلى رئيس الجمهورية الذي اعتاد على ذكره في خطاباته. أما الأمر الأكثر إثارة للدهشة فيتمثل في أن رئيس أركان الجيش قطع وعدا بالتوصّل إلى “حل مناسب” للمشاكل التي تعتبر “أكثر تعقيدا مما تبدو عليه”.
بوتين صانع سلام
وأفاد الكاتب بأن نائب رئيس الوزراء رمطان لعمامرة، الذي يعد الرجل المفضّل لدى كل من الأميركيين والفرنسيين، تنقّل في أول رحلة خارجية رسمية له إلى روسيا. ويُزعم أن هذه الزيارة تهدف إلى طمأنة الروس حول مخاطر زعزعة الاستقرار في الجزائر.
في المقابل، قد يتمثّل الهدف الفعلي وراء زيارة هذا الدبلوماسي المخضرم في سعيه لإثبات أنه يستحق ثقة روسيا.
المصدر : الصحافة الفرنسية