فريق أردني يسحب اللقب من جامعة قطر في البطولة الدولية للمناظرات
|عماد مراد-الدوحة
وتميزت الجولة النهائية للبطولة بنقاشات وتناظر حاد بين الفريقين الأردني والقطري حول قضية “لن يقدم المجلس مساعدات إنمائية للدول التي لا تجري إصلاحات سياسية”، حيث فنّد فريق الموالاة (جامعة الأميرة سمية) هذا الطرح، مستندا إلى أن الإصلاح السياسي هو الطريق الوحيد لاستفادة الشعوب من المساعدات، ولا بد من ربط أي مساعدة مالية مقدمة للدول الدكتاتورية بأن تقدم إصلاحات في بنيتها السياسية.
واستند الفريق الأردني إلى أن المساعدات إن قدمت في ظل نظم سياسية دكتاتورية فإنها تساعد الأنظمة أكثر من مساعدتها الشعوب، كما أنها تُبقي على تدفق مالي لهذه الأنظمة، مما يساعدها على مزيد من الاستبداد، بل وتستفيد من هذه المساعدات بإقامة مشروعات وهمية تحسن صورتها أمام الشعب.
أما فريق المعارضة (جامعة قطر) فبنى طرحه في هذه القضية على أن ربط المساعدات بالإصلاحات السياسية هو عقاب للشعوب، وأن هذه الأنظمة الدكتاتورية لن تقدم أي إصلاح سياسي بسبب تقديم دعم مالي، مشددا على أن الإصلاح السياسي لا بد أن يأتي من الشعوب، فلم يحدث في العالم أن أقدم نظام دكتاتوري على تغيير سياسته والسعي نحو الديمقراطية دون ضغط شعبي مطالب بذلك.
جامعة قطر تحصل على المركز الثاني (الجزيرة نت) |
مساعدات للدكتاتوريين
واستدلت المعارضة على موقفها بأن المساعدات التي تقدم للدول القابعة تحت الحكم الدكتاتوري يجب أن تستمر في إطار دعم مشروعات التعليم والصحة على وجه الخصوص، لأن دعم هذين العنصرين سيمكن المجتمع في المستقبل من معرفة حقوقه والمطالبة بها والحصول عليها.
وبعد هذه الوجبة السياسية الدسمة التي قدمها طلاب الفريقين، ونالت إعجاب الجمهور في الكثير من أطروحاتها، خاصة تلك التي تتلمس الواقع السياسي العربي في مصر والأردن والسودان.
وقام مركز مناظرات قطر (الجهة المنظمة للبطولة) بإعلان النتائج بحصول فريق جامعة الأميرة سمية الأردنية على لقب البطولة والمركز الأول، وحصول جامعة قطر على المركز الثاني.
وفازت الطالبة التونسية زهراء بنت مراد ناجي من جامعة تونس المنار بالمركز الأول كأفضل متحدثة بالبطولة في فئة الناطقين بالعربية، وحصل الطالب حذيفة أحمد السواقي من جامعة مصراتة الليبية على المركز الثاني.
كما أعلن مركز مناظرات قطر تعيين سفيرين جديدين له في المملكة المتحدة وتونس، حيث حصلت الطالبة العمانية حواء الجرادي على منصب سفير المركز في المملكة المتحدة، في حين حصلت الطالبة التونسية عبير المجروحي على منصب سفير المركز في تونس.
وفي مسابقة فئة اللغة العربية لغير الناطقين بها، فاز الطالب محمد مذكر أحمد من جامعة العلوم الإسلامية في ماليزيا بلقب أفضل متحدث غير ناطق بالعربية في البطولة، كما حصل فريق جامعة العلوم الإسلامية في ماليزيا على أفضل فريق، وحصلت جامعة كالجاري الكندية على المركز الثاني.
دعم مؤسسات الحوار
وفي فئة المبادرات، حصلت مؤسسة الحوار الليبية على جائزة رواد المناظرة، في ظل الدور الذي تقوم به المؤسسة لنشر القيم والمبادئ الخاصة بالحوار والداعية إلى احترام الاختلاف لتدعيم الديمقراطية وبناء السلام ونبذ العنف، وذلك بعد منافسة مع فريقي مناظرات السودان وجامعة الأميرة سمية الأردنية.
وأكدت المديرة التنفيذية لمركز مناظرات قطر الدكتورة حياة عبد الله معرفي -في حفل الختام- أن البطولة أثبتت أن اللغة العربية لغة التحاور والتناظر، وكانت صوت البطولة النابض بضرورة الاهتمام بهذه اللغة والمحافظة عليها وبذل كل الجهود التي ترفعها عاليا.
وأشارت إلى أن المناظرات سلاح متجدد لحماية اللغة العربية، مطالبة بضرورة إنشاء العديد من المشاريع المماثلة في كافة أنحاء العالم من أجل الدفاع عن اللغة العربية وحمايتها.
وشارك في المناظرات أكثر من مئة فريق، تمثل 51 دولة، واستمرت من 16 إلى العشرين من مارس/آذار الجاري، وتهدف إلى نشر اللغة العربية كوسيلة إبداعية غير تقليدية، وإعطاء فرصة للشباب الناطقين بغيرها للمشاركة في مثل هذه البطولات والمنافسات، واختبار مهاراتهم اللغوية والقيادية، وتعد البطولة هي الأضخم في عالم المناظرات.
المصدر : الجزيرة