بعد مئة عام على تأسيسه.. حزب الوفد مهمش في عهد السيسي
|بعد مئة عام على ثورة 1919 أصبح حزب الوفد -الذي أطلق هذه الثورة وظل حزب الأغلبية لعقود عدة- مهمشا في الحياة السياسية المصرية، خصوصا في ظل نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفقد الحزب العريق -الذي كان رمزا لليبرالية والاعتدال والعلمانية- شيئا فشيئا نفوذه السياسي مع تعاقب العسكريين على السلطة منذ عام 1952.
واليوم يقف حزب الوفد إلى جوار السيسي، وأعلن تأييده إعادة انتخابه لولاية ثانية في عام 2018.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة إن حزب الوفد -الذي قاد منذ 1919 الكفاح الوطني ضد الاستعمار البريطاني- “فقد بريقه تماما ولم يعد يجذب التيار الليبرالي”.
وتأسس حزب الوفد عام 1918، ومع ذلك فهو لم يغير منذ ذلك الوقت شعاره محافظا على الهلال والصليب معا على مدى أكثر من مئة عام رغم ما مر به من أزمات.
أنشأ الحزب زعيمه التاريخي سعد زغلول، وبعد قيادته “الوفد” اختير لتمثيل المصريين في المفاوضات بشأن الاستقلال وإنهاء الانتداب البريطاني على مصر.
وشكل الوفد الحكومة أكثر من مرة في عهد الملكية رافعا شعار “الدين لله والوطن للجميع”.
وأفسح حزب الوفد المجال أمام المرأة المصرية للانخراط في العمل السياسي، فشاركت صفية زغلول زوجة زعيم الحزب وهدى شعراوي في الكفاح من أجل الاستقلال ومن أجل حقوق المرأة.
وقد نفي سعد زغلول من قبل البريطانيين، لكنه عاد إلى بلاده تحت الضغط الشعبي ثم أصبح رئيسا للوزراء عام 1924، ويرقد جثمانه اليوم في ضريح كبير وسط القاهرة.
اهتزاز صورته
وتم حل حزب الوفد مع كل الأحزاب السياسية بعد الإطاحة بالملكية عام 1952، ولكن أعيد تشكيله مجددا في عهد أنور السادات عام 1978 تحت اسم حزب “الوفد الجديد”.
ويقول نائب حزب الوفد في مجلس النواب المصري الحالي فؤاد بدراوي إن الحزب مر بفترات صعود وهبوط لكنه “حافظ على بقائه”.
ودافع بدراوي عن مواقف الحزب قائلا “نحن لا نعارض من أجل المعارضة وإنما نعارض عندما يكون الشعب أو الوطن في خطر”.
واليوم، يحتل الوفد 43 مقعدا من 596 في البرلمان الذي يدعم الأغلبية العظمى من أعضائه الرئيس السيسي.
ومع وجود عدد من رجال الأعمال بين صفوفه، فإن الوفد يعد من أفضل الأحزاب تمويلا.
وأكد المتحدث باسم الحزب ياسر الهضيبي أن الحزب “لديه 500 ألف عضو وأكثر من 220 مكتبا في مختلف أنحاء مصر”.
ولم يقدم الحزب مرشحا في انتخابات الرئاسة الأخيرة العام الماضي، لكنهم يأمل في خوض السباق الرئاسي عام 2022.
لكن حسن نافعة يعتقد أن أي مرشح لحزب الوفد لن تكون له أي فرصة أمام السيسي الذي يعد أنصاره تعديلات دستورية تتيح له البقاء 12 عاما بعد عام 2022.
ومن المفارقات أن رئيس حزب الوفد بهاء الدين أبو شقة هو الذي يترأس اللجنة التشريعية لمجلس النواب التي تمر عبرها كل مشروعات القوانين والتعديلات الدستورية المقترحة.
ويقول نافعة إنه إذا تقدم حزب الوفد بمرشح فسيكون ذلك “لتبرير الانتخابات”، مضيفا “وستكون ضربة أخرى لصورة حزب الوفد”.
المصدر : الفرنسية