إعادة تمثال الأسد بدرعا.. هل يعيد الثورة لمهدها؟
|عمر الحوراني-الجزيرة نت
قبل أيام من ذكرى انطلاق الثورة السورية، خرج المئات من أهالي درعا جنوبي سوريا في مظاهرة هي الأولى من نوعها منذ سيطرة النظام على محافظتي درعا والقنيطرة إثر اتفاق المصالحة بين روسيا والمعارضة في يوليو/تموز 2018، ونددوا بإعادة النظام نصب تمثال لرئيسه الراحل حافظ الأسد.
وشهدت المظاهرة مشاركة واسعة للمدنيين، بجانب أعضاء خلية الأزمة في منطقة درعا البلد، منهم المحامي عدنان المسالمة والشيخ فيصل أبازيد، حيث جابوا الأحياء وصولا إلى مقبرة الشهداء التي تضم رفات المئات من الذين قتلتهم قوات النظام، كما وقفوا في ساحة المسجد العمري التي شهدت انطلاق الثورة قبل ثماني سنوات.
أبازيد: النظام تقاعس عن تقديم الخدمات لأحياء درعا البلد (الجزيرة) |
وقال الشيخ فيصل أبازيد خلال المظاهرة “الثورة فكرة، ومن هنا بدأت، والأفكار إنْ فني أصحابها بقيت، وما حدث خلال الفترة الماضية هي خطوة أولى اسمها تسوية، من المفترض أن تأتي بعدها خطوات، منها إعادة الحقوق لإصحابها، والحفاظ على كرامة الناس، وإخراج المعتقلين، وانسحاب الجيش من المدن، ولكن جميع تلك الخطوات أخل النظام بها”.
واعتبر عضو خلية الأزمة في درعا أنه يجب توحيد الصفوف لتحقيق تلك الأهداف، وللعيش في وطن حر مستقل يضمن كرامة الجميع، وإلا فسيتحول البلد إلى مزرعة لأشخاص تنتهك فيها الحقوق المدنية، حسب وصفه.
وأكد أبازيد أن النظام تقاعس عن تقديم الخدمات لأحياء درعا البلد من مياه وكهرباء وخدمات صحية بحجة عدم وجود إمكانيات، في وقت أنفق فيه الملايين على إعادة نصب تمثال حافظ الأسد بمركز المدينة، رغم كونه شخصية مختلفا عليها بين أفراد الشعب.
وبدوره، قال المحامي عدنان المسالمة إن المظاهرة هي أحد الطرق السلمية التي يعبرون بها عن تطلعاتهم وحقوقهم، وذلك تحت حماية دستور الجمهورية العربية السورية، مضيفا “من الواجب أن نصر على مطالبنا السلمية التي تضمن لنا كامل حقوقنا”.
المسالمة: يجب أن ينسحب جيش النظام من المدن والبلدات (الجزيرة) |
وأوضح المسالمة أن النظام عمل خلال الأيام الماضية على جمع مئات المدنيين من مختلف مناطق درعا في مركز المحافظة للقيام بمسيرة مؤيدة له، مما يعطيهم الحق في الخروج بمظاهرة للمطالبة بحرية المعتقلين وإعادة الموظفين المفصولين من أعمالهم.
وأشار المسالمة إلى ضرورة انسحاب جيش النظام من المدن والبلدات والعودة إلى مواقعه لما قبل 2011، معتبرا أنه لا توجد ضرورة لوجود السلاح بين المدنيين بعد اتفاق التسوية وانتهاء العمليات الحربية، ولعدم امتلاك المعارضة السلاح، كما أكد أن انتشار قوات النظام يمنع افتتاح العديد من الأسوق في بعض المناطق.
وبدورها، نددت خلية الأزمة بما يحدث مؤخرا في درعا من تعرض الأهالي لاتهامات “التخوين والاعتقال والقتل والخوف والتخلي واللوم والعتاب”، وقالت إن هذا يضع المواطن في حالة ترقب مخلوط بمشاعر الخذلان والقهر، وإن إعادة نصب تمثال حافظ الأسد تتسبب بالمزيد من الاحتقان.
مدينة طفس
وشهدت مدينة طفس بريف درعا الغربي ليلا مظاهرة مناهضة للنظام، وذلك للمرة الأولى في الريف الغربي منذ سيطرة قوات النظام على المحافظة، حيث أيد المتظاهرون مطالب الثورة، وطالبوا بوقف القصف على مناطق المعارضة في شمالي سوريا وبالإفراج عن المعتقلين.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام وبالحرية والكرامة، بالتزامن مع إطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم #رح_يقع باللهجة المحلية، ويعني أن التمثال الذي تم نصبه سيتم إسقاطه.
وأصدر الائتلاف السوري المعارض بيانا أيّد فيه المتظاهرين، وأكد على استمرار الحراك الشعبي حتى الوصول لدولة مدنية ديمقراطية.
المصدر : الجزيرة