جابي: ترشح بوتفليقة قد يتطور لمواجهة بين المؤسسات الأمنية والحراك الشعبي
|عبّر الباحث في علم الاجتماع السياسي عبد الناصر جابي عن خشيته من أن يؤدي ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة إلى الزج بالمؤسسات الأمنية في مواجهة الحراك الشعبي الذي يتصاعد كل يوم.
ولكنه -في المقابل- بدا متفائلا برجاحة موقف المؤسسات الأمنية (الجيش والشرطة) التي قال إنه لا توجد لديها النية للزج بقواتها ضد المتظاهرين.
وأكد جابي شرعية المطالب التي ينادي بها المتظاهرون الجزائريون، والمتمثلة في سحب ترشح بوتفليقة من الانتخابات الرئاسية الحالية، وإجراء إصلاحات سياسية تشمل إصلاح المنظومة الانتخابية سواء التشريعية أو الرئاسية.
وأوضح أن الشعب الجزائري يدرك أنه لا جدوى من اللجوء لصناديق الانتخابات لإسقاط نظام بوتفليقة، لقناعتهم بأن العملية الانتخابية يشوبها الكثير من الفساد، وأنها أشبه “بفخ” يسقط فيه كل مرشح أمام بوتفليقة.
وفي ما يتعلق بالإصلاحات التي وعد بها بوتفليقة في رسالته الأخيرة للشعب الجزائري؛ قال جابي إنه ظل رئيسا للبلاد طوال عشرين عاما، ولم ينجز شيئا من هذه الوعود، “فهل سينفذها خلال أشهر معدودات؟”
وذهب جابي لوصف الوعود بأنها “حيلة سياسية” استخدمها بوتفليقة مرات عدة، متهما الرجل باستخدام “الحيلة السياسية” لإفراغ الحراك الاجتماعي بالجزائر خلال عامي 2012 و2013.
وأكد جابي أن الشعب الجزائري ومؤسساته قادر على إحداث الإصلاحات المطلوبة في النظام السياسي والانتخابي بالبلاد، دون الحاجة لمنح بوتفليقة فترة عام لتنفيذ هذه الإصلاحات.
انتقال سلمي
أما القيادي في حزب جبهة التحرير الجزائرية عبد الوهاب بن زعيم فأكد أهمية احترام عملية الانتقال السلمي للسلطة، وأن بوتفليقة يريد أن يظل فترة عام بالرئاسة لترتيب هذا الانتقال وضمان عدم ذهاب البلاد للفوضى.
وقال إن بوتفليقة قدم ضمانات كثيرة للشعب الجزائري في ما يخص تعهده بانتخابات رئاسية مبكرة تحقق انتقالا سلميا للسلطة وحفاظا على المؤسسات والاستقرار.
ودعا عبد الوهاب الحراك الشعبي لتغليب مصلحة المؤسسات وحمايتها والتريث لمدة شهرين أو أقل حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة، واعتبر أنه لا شيء يمنع الجزائريين من النزول في مظاهرات جديدة في حال لم يلتزم بوتفليقة بما تعهد به.