لوموند: السلطة في الجزائر أمام خيارين تاريخيين
|في حالة تصعيد الاحتجاجات ضد ترشيح رئيس الجزائر الحالي عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، تقول لوموند إنه سيكون أمام السلطة هناك خياران تاريخيان.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن أحدا لم يكن ليتفاجأ لو أن احتجاجات الجمعة -التي شهدتها البلاد ضد ترشح رئيس مريض لم يشاهد منذ فترة- صارت في بلد آخر غير الجزائر.
وعللت ما ذهبت إليه بقولها إن الجزائر التي ظلت في منأى عما أصاب دول “الربيع العربي” في واقع أمرها بلد فريد من نوعه، إذ لم تشهد شوارع العاصمة هذا النوع من الاحتجاج لما يقرب من عشرين عامًا.
وأبرزت لوموند أن الناخبين الجزائريين لم يحركوا ساكنا عندما أعلن عن ترشح بوتفليقة عام 2014، رغم أنه كان قد أصيب لتوه بجلطة دماغية أقعدته في الواقع منذ ذلك الحين حتى الآن.
أما الآن فيبدو -وفقا للصحيفة- أن الأمر مختلف، إذ لم يعد عجز بوتفليقة عن أداء مهامه سرا، فالرئيس لم يتحدث للعموم منذ سبع سنوات، وأصبح يمثل في التجمعات بصورة له تحظى بكل الاحترام.
وعبرت لوموند عن عدم فهمها للسبب الذي جعل بوتفليقة البالغ من العمر 81 عاما يرفض تعيين خليفة له في بلد تبلغ نسبة من هم أقل من 25 عاما فيه حوالي 45%.
والغموض الذي يلف دائرة الحكم بالجزائر -تعتقد الصحيفة- يُبعد أي احتمال للتغيير بهذا البلد، كما أن الطريقة التي تنظم بها العملية الانتخابية تغلق الباب أمام أي فرصة للتناوب.
وهذا ما دفع الناس للشوارع -وفقا للصحيفة- التي نبهت في الوقت ذاته إلى أن الاحتجاجات تنطوي على مخاطر، إذ تسامحت السلطات مع من خرجوا الجمعة لكنها فرقت المحتجين الأحد واعتقلت بعضهم.
وحذرت لوموند من أن الأسبوع الحالي قد يكون حاسما بهذا الحراك، إذ دعا الطلاب لتنظيم احتجاجات يوم 26 فبراير/شباط، كما أن ثمة دعوات لاحتجاجات أخرى أول الشهر المقبل.
وفي هذه الظروف، قالت لوموند إن أمام السلطات خيارين، فإما أن تلجا لسحق الحراك الحالي والإبقاء على ترشيح بوتفليقة وكأن شيئا لم يكن -وهو ما تنبأت الصحيفة بأن ينجح- محذرة في الوقت ذاته من أن إسكات الجزائريين بالقوة لن يكون إلا مؤقتا.
أما الخيار الثاني المحتمل فهو أن تستمع السلطة لرسالة المتظاهرين وتأخذها في الاعتبار قبل أن يتحولوا إلى التطرف، لكنها (لوموند) أشارت إلى أن النظام الجزائري لم يعط أي علامة على الانفتاح بل العكس هو الصحيح.
وختمت لوموند بالتنبيه إلى أن ثمة حاجة ملحة لرسم سيناريوهات الانتقال السلمي للسلطة بالجزائر، إذ لا بد من التفكير أخيرا فيما بعد بوتفليقة.
المصدر : لوموند