لمواجهة أزمة الاحتجاجات.. البشير يعلن الطوارئ ويحل الحكومة
|أعلن الرئيس السوداني عمر البشير مساء الجمعة فرض حالة الطوارئ لمدة عام، وحل الحكومة الاتحادية، وتأجيل مناقشة التعديلات الدستورية التي تتيح له الترشح مجددا للرئاسة، وذلك ضمن إجراءات للخروج من الأزمة الراهنة مع دخول الاحتجاجات المناوئة لنظامه شهرها الثالث.
وقال البشير في خطاب ألقاه من القصر الرئاسي في الخرطوم بحضور قيادات حكومية وحزبية إنه قرر حل حكومة التوافق الوطني واستبدالها بحكومة كفاءات تتخذ تدابير اقتصادية، مضيفا أنه سيجري أيضا حل حكومات الولايات.
وحث البرلمان على تأجيل مناقشة التعديلات الدستورية التي تسمح له بترشيح نفسه لانتخابات 2020 لفسح المجال أمام الحوار والمبادرات الوطنية، قائلا إن الهدف من التأجيل هو إثراء الساحة السياسية، وفق تعبيره.
وجدد الرئيس السوداني تمسكه بالحوار، وناشد مختلف القوى السياسية في الداخل والخارج الانضمام لحوار وطني شامل يرعاه هو، ويكون على المسافة نفسها من كل الأطراف المشاركة فيه، على أن تكون وثيقة الحوار الوطني هي أساس استكمال لم شمل القوى السياسية. كما دعا الفصائل المسلحة التي لم تنخرط في عملية السلام إلى الالتحاق بالحوار من أجل وقف الحرب.
وفي الخطاب الذي بثه التلفزيون الرسمي، تطرق البشير إلى الاحتجاجات التي يشهدها السودان منذ أكثر من شهرين، وقال إن أطرافا لم يسمها سعت لاستغلال المظاهرات الشعبية لتحقيق أجندة تقود البلاد إلى مصير مجهول، ونشر الكراهية بين أبناء الشعب، محذرا السودانيين من أن ذلك سيغرق السودان في الفوضى.
وقال إن السلطات تتفهم خروج الشباب للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية لكنها ترفض استغلال البعض لتلك المظاهرات، ووعد بالكشف عن نتائج التحقيقات بشأن مقتل عشرات المتظاهرين.
وفي أول رد فعل على خطاب البشير، قال تحالف الإجماع الوطني المعارض إن دعوة البشير للحوار تجاوزها الزمن ومنطق الشارع. كما قال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض إن الرئيس يهدف من خلال إرجاء التعديلات الدستورية إلى تهدئة الشارع، مضيفا أن النظام هو من تخلى سابقا عن نتائج الحوار الوطني.
وقبيل الخطاب، أعلن تجمع المهنيين السودانيين، الذي كان وراء معظم المظاهرات، تمسكه بمطلب إسقاط النظام، وتفكيك ما وصفها بمؤسساته القمعية.
وكان مراسل الجزيرة نقل عن مصادر سودانية أن البشير عقد مساء الجمعة ثلاثة اجتماعات لمواجهة الأزمة القائمة جراء الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل النظام نظرا لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وضمت الاجتماعات الأحزاب المكونة للحكومة الحالية، وأعضاء الحكومة بمشاركة ولاة الولايات، والمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم. وكان البشير وعد باتخاذ إجراءات اقتصادية لتحسين الأوضاع المتردية، لكن وعوده لم تخفف من وتيرة الاحتجاجات المنادية برحيل نظامه.
|
|
مظاهرات مستمرة
في هذه الأثناء، تظاهر مئات السودانيين عقب صلاة الجمعة في “ود نوباوي” بمدينة أم درمان، مطالبين برحيل النظام الحاكم وتنحي الرئيس عمر البشير.
وجدد المتظاهرون في هتافاتهم تأكيد سلمية حراكهم الشعبي، بينما أطلقت الشرطة الغاز المدمع لتفريقهم.
وكانت مظاهرات عدة خرجت أمس الخميس وسط الخرطوم وتحديدا في منطقتي بُرّي وود نوباوي، وقد اعتقلت الشرطة 15 قياديا في “إعلان الحرية والتغيير”، وهو تجمع يضم أحزابا وشخصيات معارضة.
يشار إلى أن الاحتجاجات انطلقت في السودان يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي من مدينة عطبرة (شمال الخرطوم) بسبب غلاء المعيشة وشح المواد الأساسية والسيولة، وأسفرت حتى الآن عن مقتل 32 شخصا بينهم ثلاثة من قوات الأمن وفق حصيلة رسمية، بينما تؤكد منظمات دولية أن حصيلة القتلى تقارب الستين.
المصدر : الجزيرة + وكالات