بعد فشله باستمالة الجيش الفنزويلي.. غوايدو يحارب مادورو بأموال النفط
|بدأت المعارضة في فنزويلا مساعي للسيطرة على إيرادات النفط في إطار إستراتيجيتها الرامية لانتزاع السلطة من الرئيس نيكولاس مادورو، في وقت أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا إلى احتمال اللجوء إلى خيار القوة لحسم الصراع لصالح المعارضة الفنزويلية.
فقد عينت الجمعية الوطنية -التي تهيمن عليها المعارضة، خلال جلسة عقدتها أمس- مجالس إدارة انتقالية لشركة النفط الوطنية المملوكة للدولة (بي دي في أس أي) وفروعها بالولايات المتحدة بما فيها شركة التكرير “سيتغو بتروليوم”.
وقد وصل إنتاج شركة النفط الوطنية إلى أدنى مستوياته خلال سبعين عاما بسبب ديون ضخمة وفساد منتشر وضعف صيانة بنيتها التحتية، وفق وكالة رويترز.
وتعتمد فنزويلا بشكل شبه تام على عائدات النفط، وتواجه كراكاس صعوبات في تحصيل عائدات صادراتها من النفط في ظل العقوباكرت الأميركية.
وقال رئيس الجمعية الوطنية خوان غوايدو -الذي عين نفسه رئيسا للبلاد بالوكالة الشهر الماضي- إن أعضاء مجالس الإدارة الجديد فنزويليون غير متحزبين وغير فاسدين، حسب تعبيره.
كما ترأس الجلسة التي تم خلالها تعيين الأعضاء الجدد، ولكن ممارسة هؤلاء مهامهم فعليا موضع شك حيث مازال مادورو يسيطر على مؤسسات الدولة سواء الاقتصادية أو العسكرية أو الأمنية.
ومنذ إعلان نفسه رئيسا مؤقتا، اتخذ غوايدو (35 عاما) خطوات لترسيخ سلطته الافتراضية، وشمل ذلك تعيين “سفراء” له بالولايات المتحدة ودول أخرى. كما دعا مرارا الجيش للتخلي عن مادورو، ولكن لم يستجب له سوى ضابطين وملحق عسكري بواشنطن.
ورغم ذلك، قال كارلوس ألفريدو فيكيو، كبير الدبلوماسيين الفنزويليين بواشنطن وممثل ما يعرف بالحكومة الانتقالية هناك -في مقابلة مع الجزيرة ضمن برنامج “لقاء اليوم”- إن الأغلبية في الجيش تقف إلى جانب غوايدو.
واعترفت الولايات المتحدة وعشرات الدول بأوروبا وأميركا اللاتينية بسلطة زعيم المعارضة، الأمر الذي شجعه على اتخاذ المزيد من القرارات في محاولة لإثبات وجوده، بينما لوح مادورو بمحاكمته عاجلا أو آجلا.
يذكر أن إدارة ترامب فرضت مؤخرا عقوبات أفضت إلى تجميد مليارات الدولارات من عائدات تصدير النفط الفنزويلي، وهناك ضغوط على بنوك في بريطانيا ودول أخرى لحملها على تجميد عائدات فنزويلية بمليارات الدولارات.
ترامب مستقبلا نظيره الكولومبي: لدي على الدوام خطط بي وسي وأف بشأن الوضع بفنزويلا (الأوروبية) |
خطط بديلة
في الأثناء، قال الرئيس الأميركي أمس إنه يدرس كافة الخيارات بشأن فنزويلا، معتبرا أن مادورو ارتكب “خطأ فظيعا” بمنعه دخول المساعدات التي يتم تجميعها وتخزينها بدول مجاورة لفنزويلا.
وصرح ترامب لدى استقباله نظيره الكولومبي إيفان ديوك بالبيت الأبيض “هناك حلول عدة. ونحن ندرس كل الخيارات”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت لديه “خطة بديلة” في حال تمسك مادورو بالسلطة، قال ترامب “لدي على الدوام خطط بي وسي ودي وأي وأف”. وكان الرئيس الأميركي صرح قبل ذلك أكثر من مرة بأنه لا يستبعد خيار القوة في فنزويلا دعما لزعيم المعارضة فيها.
بيد أن إليوت إنجيل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي أكد أمس أن الكونغرس لن يدعم تدخلا عسكريا أميركيا في فنزويلا.
وعودة إلى كراكاس، رأى الرئيس الفنزويلي في تصريحات ترامب تهديدا لبلاده، ودعا العالم إلى التضامن. وكان مادورو اتهم واشنطن بالسعي لتنفيذ انقلاب عليه لكنه قال أمس إن تلك المحاولة فشلت.
المصدر : وكالات,الجزيرة