ماليزيون يقدمون المساعدات لغزة
|سامر علاوي-كوالالمبور
أعلنت مؤسسة إنسانية ماليزية دولية عن تدشين حملة لدعم المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة بالتعاون مع إحدى كبرى المؤسسات التجارية الشعبية في البلاد، وبرعاية وزير الصحة الماليزي ذو الكفل أحمد.
وقد تعهد الوزير الماليزي بالعمل من خلال المؤسسات الحكومية ووزارة الخارجية على إيصال المعدات الطبية التي تتكفل بشرائها المؤسسات الأهلية الماليزية، وقال “إننا نتواصل عبر القنوات الرسمية الحكومية لتأمين وصول الأموال والمعدات الإنسانية إلى محتاجيها في قطاع غزة”.
واعتبر الوزير ذو الكفل في تصريحات للجزيرة نت أن فك الحصار ومنح الشعب الفلسطيني الحرية والاستقلال هو الحل الأمثل لمساعدة سكان قطاع غزة والفلسطينيين تحت الاحتلال، ووصف إسرائيل بنظام لا يفهم لغة الإنسانية والحضارة.
وطالب بتعاون دولي ومشاركة حكومات العالم الحر من أجل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه لنيل حقوقه، وقال “إننا نعي جيدا أن حل المشكلة الإنسانية يمر عبر فك الحصار، ولكن النظام الإسرائيلي يتحدى العالم بأسره، وجعل من غزة أكبر سجن في العالم”.
وزير الصحة الماليزي يستعرض معرضا للصور عن الحياة تحت الاحتلال (الجزيرة) |
حملات خيرية
وخلافا لما هو معروف بتدشين مثل هذه الحملات الخيرية في العاصمة والمدن الكبرى، فقد اختار منظموها منطقة “عالم جايا” بولاية سلانغور لبدء الحملة، وذلك بهدف تعريف سكان المناطق الريفية بمعاناة الشعب الفلسطيني، ويقول المنظمون إن ذلك لا يحصل في البرامج التي تعقد في المدن عادة.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة “ماي كير” قمر الزمان شهر الأنوار في حديث للجزيرة نت إن المؤسسات الماليزية لا تجد مشكلة في تجاوب الشعب الماليزي مع دعوات مناصرة القضايا الإنسانية لا سيما فلسطين، إذ تعمل هذه المؤسسات منذ سنوات طويلة في مجال التوعية بالقضايا العادلة.
وأضاف أن هدف الحملة هو توفير الأجهزة والمعدات التي تفتقدها المراكز الصحية الفلسطينية في قطاع غزة، ومساعدة الجرّاحين والمصابين خاصة من بترت أعضاؤهم بسبب القصف أو استهداف القناصة الإسرائيليين.
وتوقع شهر الأنوار جمع مبلغ مليون دولار خلال أسابيع، وأشار إلى أن الخطة تقضي بتوزيع أكثر من نصف مليون دولار على المصابين على شكل مساعدات نقدية صغيرة.
وكان لافتا رعاية شركة “إيكونسيف” التجارية التي يملكها ماليزيون من أصل صيني للحملة، وقال المدير التنفيذي للشركة ليا سيا لينغ إن المؤسسات الخيرية تواصلت معه وأخبرته أن سبعة آلاف فلسطيني في غزة تعرضوا لإصابات مباشرة وقطعت أطراف كثير منهم، وهذا يستدعي الوقوف إلى جانبهم.
مسؤولية إنسانية
وأضاف لينغ في حديثه للجزيرة نت أن الوقوف إلى جانب ضحايا الحرب من المدنيين مسؤولية إنسانية، مشيرا إلى أن المبالغ التي قد تصل الجرحى لن تعيد لهم أطرافهم، لكنها تسعدهم معنويا وتساعدهم على النهوض من جديد.
ودعا الحكومة والمؤسسات الخيرية إلى تقاسم المسؤولية من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني، نظرا لصعوبة الوصول إلى المناطق المحاصرة والخاضعة للاحتلال، وهو ما لا تواجهه المؤسسات الإنسانية في مناطق الكوارث مثل الفيضانات والزلازل، حيث إن الحكومات تقدم التسهيلات للمؤسسات الإنسانية بينما تعرقل إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وإلى جانب معرض الصور للتعريف بمعاناة الشعب الفلسطيني، قدم شباب ماليزيون عروضا فنية تجسد الحياة تحت الاحتلال، منها تمثيل صامت وأغان تعرض الواقع في فلسطين.
وقال محمد يوسف -قائد فرقة تمثيلية في السابعة عشرة من عمره- إن عروضنا المسرحية أمام الأسواق التجارية وفي المناسبات الاجتماعية تحمل رسالة إنسانية، ونحاول من خلال العرض المسرحي الشعبي تجسيد الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون والسوريون وغيرهم من الشعوب التي تقع ضحية للحروب.
وتحمل أغنية أنشدها الشبان الماليزيون عنوان “انهض وتحمل مسؤوليتك”، أما الأغنية الأخرى فتحمل عنوان “لحظة من أجلهم”، ويقول محمد يوسف إن المسرح والأغاني تؤثر تأثيرا كبيرا في الأوساط الشعبية وهو تأثير لا يقل عن تأثير المسارح في المدن الكبرى.
المصدر : الجزيرة