القحطاني حرا طليقا.. هل اكتشف الأميركيون كذب محمد بن سلمان؟
|فجر التحقيق الصحفي الذي نشرته “وول ستريت جورنال” الأميركية غضبا واسعا في الأوساط السياسية والنيابية الأميركية، بعدما كشف أن الرياض كذبت بشأن الإجراءات التي زعمت أنها اتخذتها بحق سعود القحطاني المتهم الأول بقتل جمال خاشقجي، حيث ادعت أنه رهن التحقيق وأنه ممنوع من السفر.
لكن الصحيفة أثبتت بالصور أن القحطاني يتحرك بحرية في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وأنه لا يزال يمارس مهامه السابقة بصورة غير رسمية.
حلقة الثلاثاء (2019/2/12) من برنامج “ما وراء الخبر” ناقشت دلالات وتداعيات ما كشفه التحقيق، وتساءلت عن دلالات استقبال أبو ظبي للقحطاني الذي وضعته الولايات المتحدة على رأس قائمة المتهمين الـ17 المتورطين في جريمة خاشقجي.
كذب واضح
بحسب أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية حسن البراري فإن الكشف عن سفر القحطاني إلى أبو ظبي إشارة واضحة إلى عدم جدية الرياض في تعاطيها مع هذه القضية، وأنه يؤثر سلبا على مصداقيتها التي وصفها بأنها في الحضيض، وأنها باتت محل شك دولي.
وأشار البراري إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عول على القوة المالية السعودية للإفلات من أي ضرر يمسه أو يمس مستشاره وذراعه الأيمن سعود القحطاني، أو لتغيير مواقف الآخرين كما فعل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعبّر عن قناعته بأنه حتى تتمكن السعودية من إعادة تأهيل محمد بن سلمان لدى المجتمع الدولي، فلا بد لها أن تقدم كبش فداء من أحد المتهمين الرئيسيين باغتيال خاشقجي، مثل أحمد العسيري أو سعود القحطاني.
من جانبه أكد تيم كونستنتاين الكاتب والصحفي المقرب من ترامب أن المجتمع الأميركي مستاء جدا من السلوك السعودي الرسمي، وأن الرأي العام الأميركي لم يعد يصدق أي كلام يصدر عن السعودية سواء عبر إعلامها أو رموزها.
واعتبر كونستنتاين أن وجود القحطاني في أبو ظبي دليل على عدام اكتراث محمد بن سلمان بالعقوبات الأميركية المفروضة على هذا الرجل لتورطه في جريمة قتل خاشقجي، وأنه لا يرغب في محاسبة من يعمل تحت إمرته وينفذ ما يأمره به.
لماذا أبو ظبي؟
وفيما يتعلق باختيار القحطاني لأبو ظبي تحديدا للسفر إليها، لم يستبعد البراري أن يكون محمد بن سلمان بعث به إلى هناك لإنجاز بعض المفاوضات السرية مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، أو للالتقاء بأشخاص محددين دون تواجد محمد بن سلمان منعا لإثارة الشبهات.
ورأى الأستاذ الجامعي أن وجود القحطاني في أبو ظبي يدل على صلتها بجريمة اغتيال خاشقجي، وإلا كيف تستقبل الإمارات سرًّا شخصا متهما من قبل الولايات المتحدة وبلاده بالتورط في جريمة القتل؟
بدوره عبر كونستنتاين عن قناعته بأن السعودية تسعى لإضاعة الوقت وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، غير أنه شدد على صعوبة إفلات محمد بن سلمان من الجريمة في ظل إصرار الحكومة التركية والمخابرات الأميركية والكونغرس والإعلام الأميركي على كشف الحقيقة، وقناعة هؤلاء بأن ولي العهد السعودي هو الذي أمر بقتل خاشقجي.