غضب شعبي وتحقيق رسمي بلبنان بعد انتحار مواطن حرقا بسبب تردي الأوضاع
|أعلنت السلطات اللبنانية فتح تحقيق في وفاة مواطن يدعي جورج زريق، بعد أن أحرق نفسه في باحة مدرسة خاصة ترتادها ابنته إثر خلاف مع إدارة المدرسة على خلفية تردي أوضاعه الاقتصادية والمعيشية. وقد وجدت قصة زريق تعاطفا كبيرا في الشارع اللبناني.
وقد أطلق الشارع اللبناني على المواطن زريق لقب “شهيد الفقراء” و”بوعزيزي لبنان“، في إشارة إلى المواطن التونسي محمد البوعزيري الذي أطلقت حادثته شرارة الثورة التونسية في ديسمبر/كانون الأول 2010.
شيعت العائلة والمحبون زريق إلى مثواه على أصوات المفرقعات ووسط حالة من الغضب والحزن. إذ لم يتصور أحد أن يبلغ العوز بشخص حد الانتحار حرقا.
وقد دفعت هذه المشاعر بكثيرين حتى ممن لم يعرفوا زريق إلى أن يشاركوا في الجنازة.
ويقول أفراد من العائلة إن جورج زريق سكب على نفسه البنزين وأضرم النار عقب شجار مع إدارة المدرسة التي ترتادها ابنته الصغيرة بعد أن حجبت الإدارة إفادة مدرسية تسمح بنقل الطفلة إلى مدرسة رسمية بسبب عدم تسديد زريق الأقساط المتراكمة.
لكن المدرسة نفت نفيا قاطعا ما تم تداوله، وأكدت أنها أعفت زريق من دفع مجمل الأقساط منذ عام 2014 لأنها كانت تتفهم وضعه المادي الصعب. أما وزارتا التربية والعدل فأعلنتا أنهما فتحتا تحقيقا في الحادث لتوضيح ملابساته.
وأيا يكن الدافع، فإن الحدث أثار تفاعلا واسعا في الشارع اللبناني، خصوصا أنه يأتي بعد أسابيع على إقدام الفلسطيني محمد شراب على قتل ولديه ثم الانتحار بمسدس ناري أيضا لأسباب معيشية.
وتستعد بعض المنظمات المدنية للاعتصام أمام وزارة التربية ريثما تنجلي حقيقة دوافع انتحار زريق.
وتعتبر مأساة جورج زريق تعبيرا عن الحال المتردية لكثير من اللبنانيين جراء الوضع الاقتصادي الصعب.
المصدر : الجزيرة