صحيفة روسية: تهديدات الأدميرال الأميركي لروسيا تنذر بالحرب
|يرى الكاتب أندريه ريزتشيكوف في دعوة رئيس العمليات البحرية الأميركي الأدميرال جون ريتشاردسون إلى شن هجوم على روسيا والصين نبرة عدوانية تنذر ببدء الحرب النووية.
ويقول ريزتشيكوف في مقال نشرته له صحيفة “فزغلياد” الروسية إن هذا الخطاب العدواني الأميركي يأتي بعد تعزيز روسيا سيطرتها على الممرات البحرية الرئيسية، حيث يرى خبراء أن الولايات المتحدة بدأت تشعر بفقدان هيمنتها الجيوسياسية.
ويضيف الكاتب أن ألكسندر فيرشبو نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أشار إلى ما يجب على الولايات المتحدة القيام به مع استيلاء روسيا أكثر فأكثر على الممرات البحرية الرئيسية.
ويرى ريتشاردسون أنه بعد أن شددت روسيا سيطرتها على الممرات البحرية الرئيسية فإن الوقت قد حان لشن هجوم أميركي ضدها.
مراقبة روسيا
ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة بدأت بمراقبة أعمال روسيا البحرية عن كثب، فضلا عن دعوات عدة لاحتواء السفن الروسية في المياه الوطنية.
وأضاف أنه في نهاية السنة الماضية ناشد أكثر من أربعين عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس دونالد ترامب “من أجل قيادة عملية متعددة الجنسيات لضمان حرية الملاحة في البحر الأسود” بهدف “إظهار الدعم للحدود المعترف بها دوليا، وللاتفاقات الثنائية المبرمة”.
ويفيد الكاتب بأن ريتشاردسون اتهم روسيا بعرقلة حرية التنقل في بحر آزوف، كما أنه أشار إلى الوجود الروسي في شرق البحر الأبيض المتوسط الذي يزعج الولايات المتحدة، وأنه حث بلاده على التفكير في وضع حد للنفوذ الروسي في الممرات البحرية، وفي الضغط عليها في الآن ذاته.
ويشير الكاتب إلى أن السيناتور وعضو لجنة الشؤون الدولية في الاتحاد الروسي أوليغ مورزوف يرى أن تصريحات الأدميرال الأميركي تؤذن باحتمال استخدام الأسلحة واندلاع حرب نووية.
أي نزاع محتمل بين الولايات المتحدة وروسيا يعتبر محفوفا باستخدام الأسلحة النووية وينذر بحرب كبرى (رويترز) |
أسلحة نووية
ويرى السياسي الروسي أنه نظرا للأوضاع الحالية على مستوى العالم فإن أي نزاع محتمل بين الولايات المتحدة وروسيا يعتبر محفوفا باستخدام الأسلحة النووية، كما قد يتحول إلى حرب كبرى.
وينسب الكاتب إلى مورزوف القول إنه “يبقى لدينا أمل في عدم استجابة الأفراد المتحكمين في اندلاع الحروب في الولايات المتحدة لهذه التصريحات، حيث يعد من المستحيل التلاعب بمصير الإنسانية”.
ويقول الكاتب إن خبراء يعتقدون أن تصريحات الأدميرال الأميركي تحمل اعترافا ضمنيا من جانب الولايات المتحدة بفقدان هيمنتها الجيوسياسية في العالم.
ويشير الكاتب إلى أن العديد من الدول تعتقد أن روسيا ستظل دولة ضعيفة، في حين يعتبر هذا الأمر خاطئا، إذ تتزايد قوة كل من روسيا والصين باستمرار.
وأضاف أن روسيا تحرم الولايات المتحدة والدول الغربية من الهيمنة على الطرق البحرية المهمة.
تعزيز النفوذ
وينسب الكاتب إلى الخبير وعالم السياسة العسكرية ألكسندر بيرندجيف القول إن روسيا تمكنت من تعزيز نفوذها في البحر الأسود، وذلك بعد ضمها شبه جزيرة القرم في 2014.
ويضيف الكاتب أن روسيا عززت نفوذها في البحر المتوسط أيضا، وذلك بفضل القاعدة البحرية في طرطوس السورية، مشيرا إلى أن هذه القاعدة تتيح لموسكو فرصة تعزيز موقعها الجيوسياسي في العالم.
ويرى أن السيطرة على أهم القواعد البحرية في العالم هي أحد المجالات الرئيسية للحصول على مزايا جيوسياسية متنوعة.
وينسب إلى بيرندجيف القول إن هناك مناقشات لنشر قواعد عسكرية جديدة، حيث تقوم البحرية الروسية بمفاوضات مع مصر.
مهام معقدة
ويضيف الكاتب أن الولايات المتحدة على علم بهذه المحادثات، وأنها تدرك أن تنفيذ مثل هذه المشاريع سيؤدي إلى فقدانها نفوذها التام في العالم، وبالتالي سيكون عليها مواجهة مهام أكثر تعقيدا.
وينسب الكاتب إلى رئيس تحرير مجلة “الدفاع الوطني” الروسية إيغور كوروتشينكو القول إنه “في حال كان ريتشاردسون سيوجه ضربة ضد روسيا فإن روسيا ستوجه ضربة للولايات المتحدة تتسبب في تدميرها”.
ويقول كوروتشينكو إن أي ضربة أميركية ضد روسيا ستتسبب في قيام روسيا بالرد بضربة يكون من شأنها تدمير الأسطول الأميركي بأكمله.
ويضيف هذا الخبير أنه “لا يجب أن ينسى هؤلاء أن روسيا تمتلك قوة صواريخ نووية مهمة، كما أن من يؤمن بقدراته لا يتحدث كثيرا، إنه أمر سيئ جدا أن يكون لدى الولايات المتحدة عسكريون من هذا القبيل”.
ويوضح الكاتب أن بيرندجيف مقتنع بأنه لا ينبغي لروسيا أن تشعر بالتوتر عند قيامها بالرد، بل أن تسترشد بأساليب الصراع الكلاسيكي الذي يجب فيه تحمل الضغط ثم دفعه ببطء لتحقيق النصر.
ويقول الخبير إن روسيا تقاوم الضغط بهدوء وتتحرك أكثر لتوسيع نفوذها الجيوسياسي، وإنه ليس هناك حاجة لإجابة الأميركيين على تهديداتهم بإطلاق الحرب، فالطرف القوي لا يكثر من التصريحات بل يفعل.
المصدر : الصحافة الروسية,الجزيرة