عيون البراق.. مشروع لتعميق المعرفة بالأقصى
|أسيل جندي-القدس
من قرية جلجولية في المثلث الجنوبي بالداخل المحتل، توجّه الشاب يزيد جابر إلى المسجد الأقصى المبارك. وهناك اصطحب خمسين يتيما مقدسيا مع أمهاتهم في جولة تعريفية بمعالم المسجد ضمن مشروع “عيون البراق”، الذي انضم إليه قبل عامين وبات أحد المرشدين المعتمدين في تنظيم الجولات.
التحق يزيد بدورة تحمل الاسم نفسه تنظمها جمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية داخل المسجد الأقصى، وخضع خلالها لتدريب عملي بعد تلقي المعلومات النظرية على يد متخصصين.
وعن الدورة يقول “تعلقت بالمسجد الأقصى وانتميت إليه أكثر بعد تلقي معارف عميقة وتاريخية عنه”.
تستغرق الجولة عادة نصف ساعة يتم تحديد مسار معين لها، فقد تشمل القباب أو المحاريب أو المصليات أو أبواب المسجد الأقصى وغيرها، وفي هذه الجولة انطلق يزيد بالأيتام من أمام مكتبة المسجد الأقصى (مصلى النساء سابقا) نحو ساحة المصلى القبلي، وهناك تلقى المنضمون للجولة شروحا عن تاريخ المصلى وقبته الرصاصية وحرقه على يد متطرف عام 1969.
جانب من جولة “عيون البراق” بالمسجد الأقصى حيث يتلقى المشاركون معلومات مهمة عن معالم الأقصى (الجزيرة) |
شغف بالمعلومات
وخلال الشروح، تعمّد يزيد طرح الأسئلة على الأطفال للفت أنظارهم لأهمية المعلومات، الذين تفاعلوا بدورهم مع الجولة وانطلقوا نحو المسجد الأقصى القديم ومنه إلى المصلى المرواني الذي كان آخر محطات الجولة.
مساحة المسجد الأقصى الكلية ومساحة المصليات هي أكثر ما أثار استغراب الأمهات والأطفال الذين تلقوا المعلومة لأول مرة.
أحمد أبو هدوان (12 عاما) بدا أكثر الأطفال شغفا بالمعلومات التي طرحها يزيد، وأجاب على أسئلة عدة حول المكان، وعند سؤالنا له عن السبب قال “أسكن في باب المغاربة على مقربة من الأقصى.. أتردد على المسجد للصلاة فيه باستمرار وأنضم لصفوف الرجال في المصلى القبلي فهو أحب المصليات إلي وأستمتع بالنظر لمنبر صلاح الدين الأيوبي الموجود بداخله”.
المدير العام لجمعية الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية محمد سواعد قال إن القائمين على الجمعية ارتأوا ضرورة وجود مرشدين مؤهلين في المسجد الأقصى لإرشاد المصلين واصطحابهم في جولات هدفها تعزيز علاقتهم بالمكان من خلال التعرف على معالمه والقصص التاريخية التي حدثت في مصلياته وساحاته.
وأطلقت جمعية الأقصى مشروع “عيون البراق” قبل سنوات وتخرج منه حتى الآن 100 شاب وشابة من القدس والداخل المحتل. وخضع هؤلاء لتدريبات تعلموا فيها معارف المسجد الأقصى وأتقنوا الرواية الصحيحة لمعالمه، وأصبحوا بدورهم مرشدين مؤهلين لاستقبال الوفود وشادي الرحال للمسجد.
سواعد: وجود مرشدين مؤهلين في المسجد الأقصى يساعد في إرشاد المصلين واصطحابهم في جولات هدفها تعزيز علاقتهم بالمكان (الجزيرة) |
مئات الحافلات
يرافق المرشدون المصلين من الداخل المحتل في قوافلهم كما يستقبلون طلبة المدارس لتنظيم جولات لهم داخل المسجد، وبلغت حصيلة الحافلات التي انطلقت من الداخل المحتل باتجاه المسجد الأقصى العام المنصرم 2500 حافلة تُسيرها جمعية الأقصى.
وعن تنظيم فعالية لمجموعة من أيتام القدس في المسجد الأقصى، أشار سواعد إلى أن الجمعية تؤمن بأن للبشر دورا مهما في الحفاظ على الحجر، “نهتم برعاية الأيتام في القدس من خلال قسائم نقدمها لهم ليتمكنوا من شراء كسوة الشتاء عن طريق محسنين في الداخل المحتل.. نقف بجانبهم ونساعدهم لنعزز صمودهم في القدس وليتمسكوا بمنازلهم، وقررنا توزيع القسائم في الأقصى بعد تنظيم جولة تعريفية للأطفال والأمهات بداخله”.
تتعاون جمعية الأقصى في مشروع “عيون البراق” مع رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات، الذي قال إنه زرع بذرة المشروع الأولى قبل عشرة أعوام، إذ صمم منهاجا لفئة الشباب يدربهم من خلاله على معارف الأقصى من خلال أربعة محاور: تاريخية وسياسية وعلمية واجتماعية.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أنه اعتمد نمط التطبيق العملي بنسبة 60% في الدورات محاولا الاستعانة بخبراء مقدسيين لتنويع العطاء ولإثراء اللقاءات.
المصدر : الجزيرة