سفير كوبا لـ «العرب»: لا بد من حل سريع للخلاف الخليجي قائم على الاحترام المتبادل
|ما تقييمك للعلاقات بين البلدين؟
¶ نحتفل هذا العام بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا. العلاقات التي تميزت دوماً بالاحترام المتبادل والتعاون والتفاهم والمصادفة في مختلف جوانب الشؤون الدولية. وأود أن أؤكد على الدور الذي لعبه القائد العام فيدل كاسترو روز وحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، اللذين أسسا لتطوير علاقات الصداقة والتعاون القائمة اليوم بين دولة قطر وكوبا، وتطورت هذه العلاقات مع تبادل الزيارات الرسمية والخاصة بين مسؤولي البلدين.
كما أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى كوبا في نوفمبر 2015، كانت خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية، مع توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف القطاعات.
ماذا عن التعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة بين البلدين؟
¶ في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية، لا يمكننا أن نشعر بالرضا التام عن النتائج المحققة. وبالحديث عن التعاون بين البلدين، يعدّ قطاع الصحة، الذي يحظى بأولوية عالية في خطط التنمية الاجتماعية للحكومة القطرية . ويعدّ المستشفى الكوبي في دخان، الذي افتتح في يناير 2012، أحد الأمثلة على الجهود المشتركة بين بلدينا، حيث يعمل به حالياً حوالي 500 من المهنيين الصحيين الكوبيين، مما يضمن خدمة ممتازة لعدد متزايد من المواطنين القطريين والمقيمين. ونعتبر هذا المستشفى بمثابة جوهرة التعاون بين البلدين.
ما الامتيازات التي تقدمونها لاستقطاب الاستثمارات القطرية؟
¶ كوبا الآن في عملية تطوير لنموذجها الاقتصادي والاجتماعي. وبهذا المعنى، هناك سلسلة من اللوائح التي يتم تحديثها باستمرار والتي تقدم تسهيلات ومزايا مهمة للمستثمرين الأجانب. لدينا قانون الاستثمار الأجنبي المتطور للغاية، موازاة مع وجود أكثر من 500 مشروع استثماري، بمثابة فرص لاستقطاب الاستثمارات القطرية. وهناك ميزة إضافية تتمثل في امتلاك قوة عاملة عالية التأهيل والتمتع بكرم الضيافة المعترف بها للشعب الكوبي، في ظل مناخ الاستقرار والأمن.
هناك فرص غير محدودة لاستثمار رأس المال القطري في جميع أنحاء البلاد، في قطاعات مثل صناعة السياحة، وخاصة في بناء الفنادق والمراسي. والعقارات، والتمويل، والنقل، والزراعة، واستكشاف النفط وإنتاجه، والطاقة المتجددة، والتعدين، وغيرها.
وإلى جانب ذلك، فقد حققت كوبا إنجازات مهمة في مجال التكنولوجيا الحيوية والبحث العلمي. أحد المنتجات الرائدة للتكنولوجيا الحيوية الكوبية هو «إيبار برو. بي»، وهو دواء فريد من نوعه في العالم، يستخدم في علاج قرحة القدم المصابة بالسكري، والذي استفاد منه حوالي 290 ألف مريض في بلدان أميركا اللاتينية وآسيا وإفريقيا وأوروبا، وهذا مسجل حالياً في أكثر من 25 دولة. وسيبدأ هذا المنتج الدوائي مرحلة التقييم السريري، بعد توقيع اتفاقية بين الشركة الكوبية هيبر بايوتيك والشركة الأميركية ميركوريو بيوتك. كما أن أحد أكثر المنتجات نجاحاً هو لقاح CIMAvax-EGF، الذي يعد أول لقاح علاجي من نوعه ضد سرطان الرئة المتقدم. وهناك العديد من المجالات التي يمكن تطوير مشاريع مشتركة بين البلدين، بما يحقق المنفعة المتبادلة، بما في ذلك قطاعات الرياضة والتعليم والثقافة.
وأود أن أنوه إلى أن المستثمرين القطريين يتمتعون بسمعة جيدة في كوبا، ليس فقط لأنهم ينتمون إلى بلد صديق، ولكن أيضاً لأن ممثلي وكالات الدولة ورجال الأعمال القطريين في كوبا هم أشخاص جادون، يحترمون التشريعات الداخلية والشؤون الداخلية في الدول الأخرى، بما يتوافق مع الالتزامات التي تم التعهد بها.
هل نتوقع زيارات رسمية متبادلة في المستقبل القريب؟
¶ هناك تبادل للدعوات بين قائدي البلدين. ويحدونا الأمل في أن تتم هذه الزيارات الرسمية في أقرب وقت ممكن، مما سيساهم بالتالي في زيادة تعزيز علاقات الصداقة والتعاون في جميع المجالات. ونأمل في بلدنا كوبا أن نستقبل مجدّداً حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر، للقاء أخيه الرئيس ميغيل دياز كانيل الذي تولى السلطة شهر أبريل 2017. ونحن متأكدون أن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيلقى ترحيباً حاراً من الشعب الكوبي. كما نتوقع أن يقوم فخامة الرئيس دياز كانيل بزيارة الدوحة قريباً.
ما موقف كوبا من الحظر المفروض على دولة قطر؟
¶ إن الترويج للحل السلمي للصراعات والخلافات الدولية هو أحد الأهداف الرئيسية للسياسة الخارجية لكوبا، استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والمبادئ والأهداف التي تنادي بها حركة عدم الانحياز، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاختلافات بين الدول الشقيقة. ولذلك؛ ترى كوبا أن جميع هذه المبادئ ينبغي أن تسود في البحث عن حل سريع وسلمي للأزمة الخليجية، من خلال حوار بناء وقائم على الاحترام المتبادل.
هل يؤثر الحصار على العلاقات مع قطر ودول الخليج؟
¶ تحتفظ كوبا بعلاقات ودية مع جميع الدول العربية، بما في ذلك جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وتعمل من أجل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون هذه مع كل تلك الدول والشعوب الشقيقة.
كيف ترى أداء الدبلوماسية القطرية، لا سيما بعد الزيارات الناجحة التي قام بها صاحب السمو أمير البلاد المفدى لدول من ثلاث قارات مختلفة، رغم الحصار المفروض على قطر؟
¶ تؤكد الزيارات التي قام بها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، على ديناميكية هذا البلد الصغير مساحة، ودبلوماسيته الرفيعة، وهو أمر نعجب به كثيراً، وكذلك وطنية الشعب القطري ودفاعه عن استقلاله الوطني وسيادته.
وننتهز هذه الفرصة لنتمنى الكثير من النجاحات لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر. وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ولجميع سكان قطر، وأن تثمّن جهود دولة قطر لمواصلة تقدمها في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، في ظل مناخ من السلام والأمن.
خط طيران مباشر سيزيد
توافد السياح القطريين
قال سعادة السيد أوميليو كاباييرو رودريجيز، سفير جمهورية كوبا لدى الدولة، إن كوبا تعتبر الوجهة السياحية الأكثر ديناميكية في منطقة البحر الكاريبي، وهي توفر جميع العروض التي تجذب السياح القطريين، ولا سيما طبيعتها وشواطئها الجميلة وجميع أنواع الأنشطة البحرية، بالإضافة إلى تراثها التاريخي والثقافي الغني في جو من الاستقرار السياسي الكامل، وأمن المواطن.
ونوّه بأن هناك إقبالاً متزايداً من السياح القطريين سنوياً لزيارة كوبا. ويمكن للقطريين الحصول على التأشيرات السياحية بسهولة في السفارة الكوبية بالدوحة، أو من خلال شركات الطيران ووكالات السفر التي تغطي وجهة كوبا من البلدان الأخرى.
بالمقابل، نأسف لعدم وجود رحلات مباشرة بين قطر وكوبا، وهذا هدف مهم يجب أن يحظى باهتمامنا المتبادل في المستقبل القريب، من أجل تسهيل الروابط بين البلدين، وخاصة تدفق السياح.
بالمقابل، لفت سعادة السفير إلى أن الجالية الكوبية في الدوحة صغيرة، حيث يتواجد بالدوحة أقل من 600 مواطن، ينشطون بشكل رئيسي في مجالات الصحة والخدمات.;