مايكرو فليفر.. مبادرة تعالج العنف بالفن

مروى العلج-تونس

بعد مرور ثماني سنوات على ثورة الياسمين التونسية دون أن يعانق التونسيون المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي يرجونها، تعمقت أزمة الشباب وزاد اغترابه ولم يجد حلا سوى العزوف الاجتماعي، أو اللجوء إلى العنف اللفظي أو المادي كما يرى البعض؛ مما دفع منظمات للتحرك باتجاه إيجاد سبل لمصالحة الشباب مع واقعهم ودفعهم إلى المشاركة في تغييره.

في هذا الإطار، أطلقت منظمة “إم كي سستينبل سوليوشنز” (MK_Sustainable Solutions) بالشراكة مع سفارة هولندا في تونس ووزارة الشؤون الخارجية الهولندية، حملة إعلامية بعنوان “ميكرو فليفر” (Micro Flavor).

تهدف هذه الحملة إلى توجيه طاقات الشباب ومهاراتهم نحو المشاركة السياسية والاجتماعية الفاعلة، وتشجيعهم على نشر الرسائل الإيجابية ضد العنف والعزوف الاجتماعي، عن طريق دمج التكنولوجيا والفن ومدهم بآليات التفكير النقدي ومحاولة إشراكهم في الشأن العام.

كما تهدف أيضا لزيادة وعيهم بالممارسات التي تؤدي إلى العزوف الاجتماعي وتسليط الضوء على المبادرات الإيجابية وبدائل العنف الناجعة.

ويمر هذا المشروع بمرحلتين: تتمثل المرحلة الأولى في إنشاء منصة إلكترونية وصفحة فيسبوكية وحساب على إنستغرام ويوتيوب بعنوان “ريسي راب” (ResiRap) -المأخوذ من الإنجليزية “Resilience Rap” وتعني راب المرونة- يتم من خلالها نشر الأعمال الفنية والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية المنتجة في إطار المشروع.

وقد كانت انطلاقة “ريسي راب” بتصوير أغنية لفنان الراب الشهير “ولد 15” (واسمه علاء الدين يعقوبي) في معتمدية فريانة بولاية القصرين، بمشاركة مجموعة من الممثلين.

أمان الله ميساوي: الانطلاقة كانت من الراب لكن حدث تداخل فيما بعد بين الراب والتمثيل والرقص لتوظيف كل الفنون في بعث الرسائل الإيجابية (الجزيرة)

وعلق مدير مكتب منظمة “إم كي سستينبل سوليوشنز” بشمال أفريقيا أمان الله ميساوي على الأغنية المصورة بقوله “الانطلاقة كانت من الراب لكن حدث تداخل فيما بعد بين الراب والتمثيل والرقص، لتوظيف كل الفنون في بعث الرسائل الإيجابية”.

كما برر اختيار الراب تحديدا، نظرا لاتساع نطاقه وسرعة انتشاره بين صفوف الشباب خاصة في تونس، مما يضاعف تأثير رسائله الإيجابية.

أما المرحلة الثانية فتتمثل في بعث ورشات عمل لتأطير الشباب الذي يلتمس طريقه وصقل مواهبه ووضعه على سكة النجاح، كما سيتم خلال هذه المرحلة التركيز على أبناء الجهات الداخلية خاصة المهمشة منها والتي تعاني الحرمان، لإعادة إدماج شبابها في المجتمع واكتشاف مواهبهم الدفينة ومساعدتهم على الاستثمار فيها.

ونظمت الندوة الصحفية الأولى لإطلاق المشروع يوم الجمعة 11 من الشهر الجاري في قاعة “صوفي قلي” بمدينة الثقافة بمشاركة نجوم “الهيب هوب”، ومن ضمنهم “ولد 15” و مواهب أخرى من البلدان المستهدفة.