فيديو شائع.. علاج السكري بالماء الحار خلال 30 يوما

أسامة أبو الرب

تتناقل مجموعات الواتساب فيديو لرجل يقول إنه لاحظ عند ذهابه للصين أن المطاعم تقدم دائما الماء الحار، ولا تقدم البارد، مقدما وصفة بالماء لعلاج السكري ومشاكل القلب خلال 30 يوما، فما مدى صحة ذلك؟

ويزعم الرجل في الفيديو أن جميع المعادن المهمة للجسم ليس لها أي وجود في الماء البارد، ولكنها موجودة في الماء الحار.

ويضيف أنه “في بداياته في الصين، كلما دخل مطعما أو مقهى وطلب الماء قدموا له ماء حارا، مما جعله يشعر بالاستغراب”.  

ويستعرض الفيديو مزاعم علاجية للماء الحار، مثل علاج السعال والسل والربو والتهاب السحايا ومشاكل المعدة والمسالك البولية وفقر الدم وغيرها من الأمراض.

ويضيف أن ذلك يكون عبر تسخين 4 أكوب من الماء، ثم شربها على الريق، مضيفا أنه يجب عدم تناول الطعام لمدة 45 دقيقة. أما بعد تناول الطعام فيمنع شرب الماء لمدة ساعتين.

ويزعم أن هذه الطريقة تعالج السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب خلال 30 يوميا، والصرع والشلل والسرطان في 9 أشهر.

الحقيقة:
يعج هذا الفيديو بالأخطاء والمغالطات، فالماء لا يختلف تركيبه ومحتواه اعتمادا على درجة حرارته، ومحتوى الماء من المعادن لا يختلف إذا كان ساخنا أو باردا.

الأمر الآخر أن الماء مهما كانت درجة حرارته فإنه عندما يدخل الجسم تتعدل حرارته لتصبح مثل حرارة الجسم ويصبح دافئا.

والماء الساخن ليس علاجا لأي مرض، وإياك أن توقف علاج السكري أو ضغط الدم أو السرطان أو أي مرض وتكتفي بشرب الماء الحار، لأن هذا وصفة لكارثة صحية قد تؤدي إلى وفاتك.

كما لا توجد علاقة بين وقت شرب الماء ووقت تناول الطعام، وهذا الاعتقاد الخاطئ ناجم عن الاعتقاد بأن شرب الماء مع الطعام يخفف العصارة الهضمية في المعدة، ولكن هذا الكلام غير علمي، لأن عصارة المعدة حامضية جدا (أس هيدروجيني PH 1.5-3.5 )، ولهذا فإن شرب الماء أثناء تناول الطعام ليس فعالا في تخفيفها.

وبالعكس من ذلك فإن شرب الماء مع الطعام يساعدك على الشعور بالشبع وبالتالي تناول كمية أقل من الطعام، ومن ثم التحكم في وزنك.

ختاما فإن النصيحة بشرب 4 أكواب من الماء على الريق هي جيدة، لأنها تزودك بالماء بعد نوم 8 ساعات، وتساعد في الوقاية من الإمساك، ولكنها ليست علاجا لأي مرض.

ووفقا للأطباء يوصى بشرب ما بين 8 و12 كوب ماء يوميا، ويوصى بشرب كمية أكبر من الماء إذا كان الجو حارا.

ومن فوائد شرب الماء الوقاية من الإمساك وتقليل خطر حصى الكلى والوقاية من الجفاف وضربة الحر.