بسبب الحرب.. 10 يمنيات يلقين حتفهن يوميا أثناء الولادة
|الجزيرة نت-خاص
“تألمت وعانيت كثيراً من النزيف، وتعسّرت ولادتي، ولم أحصل على أيّ رعاية صحية”. هكذا تصف أمينة محمد (امرأة يمنية تنتمي لمنطقة ريفية في محافظة حجة شمالي اليمن) معاناتها أثناء وضع مولودها الأول قبل ثلاثة أشهر.
تقول أمينة إنها كادت أن تفارق الحياة أثناء ولادتها في منزلها، لعدم تمكن زوجها من اصطحابها للمستشفى نظراً لعدم توفّر المال اللازم، وأكدت خلال حديثها للجزيرة نت أن “طفلي اختنق بسبب نقص في الأكسجين وبصعوبة تم إنقاذي وإنقاذه”.
وفاة 3600 أم سنويا
ويشهد اليمن ارتفاعا في عدد وفيات الأمهات خلال السنوات الأخيرة، حيث تقول الجمعية اليمنية للصحة الإنجابية (غير حكومية) إن عدد وفيات الأمهات في اليمن قد يصل إلى 3600 امرأة سنوياً، بمعدل عشر حالات يومياً.
وتقول الأمم المتحدة إن اليمن تصدر أعلى نسب وفيات الأمهات في المنطقة العربية، حيث يبلغ خطر وفاة المرأة لأسباب ذات صلة بالحمل 1 من كل ستين حالة.
وتفاقمت الأوضاع الصحية سوءا منذ انقلاب الحوثيين على الحكومة في سبتمبر/أيلول 2014، ودخول البلاد في حرب منذ مارس/آذار 2015، الأمر الذي تسبب في تزايد الإهمال الحكومي، خاصة في المناطق الريفية اليمنية، التي تبعد عن المدن عشرات الكيلومترات.
تدهور صحي
ويرى الناطق باسم وزارة الصحة في صنعاء الدكتور يوسف الحاضري أن ما يحدث في الجانب الصحي بسبب هشاشة الخدمات والمراكز الصحية خلال الأربعين عاما الماضية، أي في حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال الحاضري للجزيرة نت إن ما أسماه “العدوان” قد استهدف البنى التحتية التي هي في الأصل هشة، ليرتفع عدد الوفيات بشكل أكبر عما كان عليه الوضع سابقا.
الدكتور يوسف الحاضري: ما يحدث في الجانب الصحي بسبب هشاشة الخدمات والمراكز الصحية خلال الأربعين عاما الماضية (الجزيرة) |
إغلاق مراكز صحية
وأشار إلى أن الحرب تسببت في إغلاق 45% من المراكز الصحية، إما لتدميرها خلال الحرب، أو بسبب انقطاع ميزانيتها بسبب الحرب الاقتصادية التي مارسها العدوان والحصار، حسب قوله، متهماً في الوقت ذاته “سلطة هادي”، بقطع مرتبات العاملين في القطاع الصحي بعد نقل البنك المركزي إلى عدن.
وحول اتهامات عدم اهتمام الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بالمراكز الصحية، خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين؛ رفض مسؤولون في وزارة الصحة الإدلاء بأي تصريحات للجزيرة نت.
وخلال العام الماضي 2018، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان “إن الضرر الذي لحق بالمرافق الصحية، خاصة مرافق الصحة الإنجابية نتيجة القتال المستمر في اليمن، قد يُعيق توصيل خدمات وإمدادات الصحة الإنجابية، وأدى ذلك إلى حدوث عواقب وخيمة على صحة الأمهات وأطفالهن”.
الحرب رفعت الوفيات
تقول الدكتورة نسيبة محمد -اختصاصية نساء وولادة- إن ما تحقق خلال الأعوام الماضية بشأن خفض معدلات وفيات الأمهات تبدد بسبب الحرب، التي كانت سبباً في زيادة العوامل المساعدة على وفيات الأمهات، مثل الفقر ونقص الخدمات الصحية، وارتفاع كلفة الخدمات، والإنجاب في سن مبكرة، بالإضافة إلى الإجهاض”.
وأوضحت في حديثها للجزيرة نت أن تدني مستوى خدمات الرعاية الصحية في بعض المستشفيات، وشح الإمكانات المادية المرصودة لرعاية الحوامل، والتأخير في إسعافهن وعدم متابعة الحمل بصورة منتظمة؛ أسهمت أيضاً في ارتفاع نسبة الوفيات”.
تقليل الوفيات
ويقول مكتب الصحة والسكان بمدينة عدن إن 22% من حالات الولادة تتم تحت إشراف صحي، في حين تحدث البقية في المنازل وفي وضع صحي حرج.
وترى الدكتورة نسيبة محمد أنه بالإمكان التقليل من الوفيات بإزالة العوائق، وفي مقدمتها العناية بالمرأة أثناء الحمل والولادة والعناية بالمولود وتوفير الأدوية اللازمة”.
وطالبت السلطات المعنية بالاهتمام بالمراكز الصحية وإعادة افتتاح المراكز التي أغلقت خلال الحرب، وتوعية المجتمع بالأسباب التي تؤدي إلى الوفاة.
كما دعا الناطق باسم وزارة الصحة في صنعاء المنظمات الدولية العاملة في الجانب الصحي لتوحيد الجهود وتوجيهها بما يتناسب مع الوضع الطارئ الذي تعيشه اليمن منذ أربعة أعوام.
وحذر الحاضري من حدوث كارثة صحية في اليمن إذا لم يتم اتخاذ إجراءات، وفي مقدمتها رفع الحصار عن اليمن، حسب قوله.
وتبيّن تقارير الأمم المتحدة وجود ما يقدر بنحو ثلاثة ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب في جميع أنحاء اليمن بحاجة إلى خدمات الصحة الإنجابية الحيوية.
المصدر : الجزيرة