كتاب ينشد العلاج بالصدمة.. “كيف تصبح مواطنا سيئا في الجزائر؟”
|محمد أمير-الجزئر
ويقدم الكتاب منظورا اجتماعيا وتفسيرا لما يحدث في نفسية الجزائري، ويطرح إشكالية كيف يتحول المواطن الى نموذج مواطن سيئ دون أن تتغير قناعاته ودون مراجعة قيمه، ذلك أن الواقع المعيش وطريقة تنظيم المجتمع يدفعانه لتبني سلوكيات سيئة.
ويرى كثير من القراء أن عنوان الكتاب لا ينطبق على محتواه، وأن الغاية من تلك الصيغة هي أن يدل القارئ كيف تكون صالحا إذا تجنب تلك الأسباب المؤدية إلى الفساد.
والغاية من العنوان -حسب المؤيدين له- هي جذب القارئ ليس بطريقة شعبوية وإنما بالابتعاد عن النمطية المملة، فلو كان عنوان الكتاب “كيف تكون مواطنا صالحا؟” لتوهم القارئ أنه مجرد كتاب وعظي مليء بالنصائح والكلام النظري الفارغ بل ويخرجه ذلك من كونه بحثا علميا ومنتجا فكريا يعتمد على أسس التحليل العلمي والأكاديمي.
لقطة من العاصمة الجزائر (الجزيرة) |
اهتمام واسع
ويثير الكتاب جدلا واسعا بسبب عنوانه المميز الذي بات يستقطب اهتماما واسعا من قبل النخب المثقفة ورواد المطالعة في الجزائر، ويقول الكاتب والروائي المعروف محمد مفلاح للجزيرة نت إن العنوان مثير للانتباه نوعا ما ولكنه لا يجذب فئة المثقفين، لأنه موجه للاستهلاك الظرفي من خلال إثارة خيال القارئ.
ويضيف مفلاح أن هذا الكتاب لا يهتم به إلا المواطن البسيط، ويعتقد أنه إذا كان الكاتب يقصد إصلاح المواطنة فإنه لا يتحقق إلا إذا رافقته أعمال وشروحات تنشر عبر الوسائل الحديثة، خاصة يوتيوب.
بدوره، يرى الأستاذ الجامعي عبد الحميد ختالة أن المثير في الكتاب أنه يركب موجة التمرد الاجتماعي الحاصل لدى الشعوب العربية، أما في أنه يعلم بالمخالفة فهذه فكرة مغلوطة جدا، خاصه عندما يتعلق الأمر بالتمرد والتصعلك في مجتمع يعيش إفلاسا أخلاقيا.
ويعتبر ختالة أن الافلاس الأخلاقي ليس نتيجة تمرد الفرد وليس نتيجة شح معرفي، ويتصور أن تأثير الكتاب ليس في الجانب المعرفي بل في أنه يوفر مآلا توثيقيا للخروج عن صف المجتمع.
تفاعل افتراضي
وتفاعل الكثير من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا الكتاب واستغربوا اختيار المؤلف هذا العنوان وتحديدا استعمال عبارة “مواطن سيئ” وليس مواطنا صالحا، وهو الأمر الذي حيرهم وجعلهم ينهالون عليه بجملة من الانتقادات وجعلته في ريادة الكتب المثيرة للجدل.
وتساءلت الناشطة في فيسبوك ليلى لتلات عن اختيار الكاتب هذا العنوان الغريب نوعا ما لأن المجتمع بحاجة إلى كتابات تصنع من الجزائري المواطن الذي يدفع بالبلاد إلى مصاف الدول العظمى.
وعبر الناشط الاجتماعي بشير كرباب في تعليق له عن رأيه في العنوان المثير قائلا “لماذا لم يكن عنوان الكتاب (كيف تصبح مواطنا صالحا في الجزائر؟)، إنه عنوان يدعو إلى الفساد الأخلاقي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، لماذا لا نسمي الأشياء باحترافية أخلاقية كما هو الحال عندما نتحدث عن الاحترافية في الصحافة وفي الكتابة.
مضمون الكتاب
ويتناول الكتاب بالتفصيل موضوع المواطنة بطريقة أكاديمية بسيطة، ويعالج قضية اعتقاد الكثير من الأشخاص بأن المواطن السيئ يولد سيئا ولا يفكر في تغيير سلوكياته.
ودافع المؤلف بلغة الواثق بأن السر في العنوان غرضه تحريك المياه الراكدة والدفع بالقارئ للتساؤل، خاصة أن العنوان يحمل في طياته إشكالية مدى قدرة المواطن الجزائري كي لا يكون في زمرة المواطنين السيئيين.
وعن أسباب تأليف الكتاب قال بكيس نور الدين إن ذلك جاء في خضم تزايد المذهل للشعور باليأس، مضيفا أن “الشعور بالفشل يتحول تدريجيا لسلوكيات تعكس نفسية المواطن المأزوم اليائس الذي لا يرى حلولا في الأفق، فأصبح الكثير من المواطنين يعتقدون أنهم سيئون بالولادة ولا يستطيعون التحول إلى مواطنين صالحين”.
المصدر : الجزيرة