جان ماري بوكال: الصداقة بين الدوحة وباريس قوية وعميقة وتتجاوز كل الأزمات

أكد السيناتور جان ماري بوكال، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية – القطرية في مجلس الشيوخ الفرنسي في حوار مع «العرب?»، أن الصداقة بين قطر وفرنسا قوية وعميقة وتتجاوز كل الأزمات، وتتعدى حدود المبادلات التجارية والاستثمارات والتعاون الأمني؛ لافتاً إلى أن باريس تدعم وحدة مجلس التعاون، وتؤمن أن حل الأزمة الراهنة بيد الدول الخليجية نفسها.

 وأشار وزير الدولة الفرنسي للدفاع والعدل والحريات والتعاون الدولي والتجارة سابقاً، إلى أن الحصار لا بدّ أن تنتج عنه آثار سلبية، لكن دولة قطر نجحت في تخطي الحصار المفروض عليها، وأثبتت قدرتها في تجاوز التوترات التي تشهدها المنطقة، وحافظت على قدرتها في التحاور مع الجميع، والمضي في تحقيق طموحاتها.

شاركتم مؤخراً في منتدى الدوحة.. فكيف ترون أهمية المنتدى الذي استقطب حضوراً دولياً قياسياً؟
سعدت كثيراً بالمشاركة في النقاشات التي شهدها منتدى الدوحة، فقد كانت مناسبة مهمة جداً، لا سيّما أنه جمع خبراء من دول العالم، وسمح بنقاشات مهمة حول التوجه إلى عالم متعدد الأقطاب. وكانت لنا فرصة للمشاركة في نقاشات حتى على هامش جلسات المنتدى؛ ما يجعل منتدى الدوحة -بكل تأكيد- منبراً مهماً للغاية.

ما دلالة نجاح قطر في تنظيم المنتدى رغم الحصار المفروض عليها منذ عام ونصف العام؟

هناك توترات في المنطقة بطبيعة الحال، ودولة قطر استطاعت تجاوزت تلك التوترات، وحافظت على قدرتها في التحاور مع الجميع، والنظر بعيداً. وأبانت قطر أن التوترات الحاصلة حالياً في منطقة الخليج لم تمنعها من الحفاظ على طموحاتها.

هل لمستم تأثيرات سلبية للحصار المفروض على الحياة في قطر؟ وكيف ترون حل الأزمة؟

الحصار له دوماً تأثيرات سلبية، وموقفنا في فرنسا واضح.. وهو أننا نتحاور مع الكل، ونحن أصدقاء الجميع. وليس من مهامنا أن نحدّد نقاط الخلاف بين أطراف الأزمة، بل يقع على عاتق دول مجلس التعاون أن تجد معاً حلولاً للأزمة الخليجية الراهنة.

كيف ترون أهمية مشاركة أمير قطر في منتدى السلام بباريس وما تلاه من نقاشات في منتدى الدوحة حول ضرورة إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب؟

هناك قضايا حساسة تتطلّب اليوم التعددية لمواجهتها، لا سيّما قضايا المناخ، ومستقبل حياة الإنسان على الأرض، والمخاطر التي تهدد البشرية، وغيرها من التحديات التي تتطلب وجود عالم متعدد الأقطاب للتعامل معها؛ لأن جهود الأمم المتحدة بمفردها لا تكفي، وأحياناً قد لا تُسمع نداءاتها، وتواجه بقوى وجماعات ضغط مختلفة، فلا بدّ أن نشجع الحوار المتعدد الأطراف في العالم، بما في ذلك منطقة الخليج التي تحتاج اليوم إلى الحوار متعدد الأطراف.

إحدى القضايا التي تناولها الحاضرون في منتدى الدوحة تتعلق بحرية الصحافة.. فكيف ترون اليوم واقع حرية الصحافة في المنطقة؟

حرية الصحافة قضية مهمة للغاية، ولا بدّ من احترام تاريخ وتقاليد كل دولة ومنطقة. ونحن في الدول الغربية لا ينبغي أن نضع أنفسنا في خانة من يقدم الدروس لدول المنطقة، لأنه كثيراً ما أعيب علينا ذلك.

 ولكن حيثما وجدت حرية الصحافة وحرية التعبير والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، فلا يمكن إلّا أن نثمّن ذلك، ونرحب بذلك.. فهناك قواسم تجمعنا وتجعلنا ندافع عن تلك القيم؛ ولكن بطبيعة الحال، فلكلّ بلد طريقته ونهجه في التطور، ولا بدّ من الحوار بين الدول، وتطوير الذهنيات.

وكيف تقيّمون اليوم العلاقات الثنائية بين قطر وفرنسا؟

الصداقة بين قطر وفرنسا قوية وتتجاوز كل الأزمات، وتتعدى حدود التعاون في المجال الأمني والمبادلات التجارية والاستثمارات، بل هناك شيء أعمق بين البلدين.. فما يجمع قطر وفرنسا صداقة قائمة على التعاون في شتى المجالات، وهناك رهانات قوية بيننا، وعلاقات أخوية بين البلدين.

;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *