فيسبوك.. ملاذ المحتاجين وفاعلي الخير بمراكش
|ماجدة أيت لكتاوي-مراكش
لا مكان لصورها الشخصية أو ذكرياتها السعيدة. فكل ما تجده على صفحتها على موقع فيسبوك يتوزع ما بين نداء إنساني لفائدة طفل يعاني ثقبا في القلب، أو دعوة للمساهمة في حملة للتبرع بالملابس الصوفية والثقيلة من أجل ساكنة الجبال، أو طلب من أجل عروس يتيمة لم تجد ما تتجهز به قبل أن تزف لبيت زوجها.
سنوات طويلة من العمل في رحاب جمعية “ائتلاف مراكش”، جعلت الشابة حنان الموساوي تكسب ثقة الناس وعرفانهم بالمجهودات الخيرية والتضحيات الإنسانية التي تقوم بها، مؤثرة تقديم يد المساعدة للفقراء والمحتاجين على حساب وقتها وراحتها.
وتعتبر حنان أن راحتها وسعادتها تتمثل أساسا في “دعم المعوزين ورسم الابتسامة على وجوه الأطفال أكثر من أي شيء آخر”، لذلك تستغل الشابة المراكشية جميع الطرق التي تمكنها من التخفيف من آلام مرضى وفقر أسر معوزة وحزن محتاجين، ومن هنا لجأت لمواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فيسبوك.
ملاذ المتطوعين
انتشار الإنترنت وإقبال المغاربة على فيسبوك بالأساس، جعل جمعية “ائتلاف مراكش” تلجأ إلى نشر مختلف أنشطتها من قوافل طبية وإنسانية في مدينة مراكش ودور العجزة والأيتام على صفحتها الرسمية، داعية المحسنين والمتطوعين والمؤسسات الخاصة إلى المساهمة ماديا أو عينيا في إنجاح هذه الفعاليات.
لم تكتف حنان بصفحة الجمعية الرسمية، بل بادرت إلى تبني نداءات إنسانية على صفحتها على فيسبوك، ففي رأيها كل الطرق ستؤدي إلى حلحلة مشاكل عويصة وأمراض مزمنة، ولو كانت المنصات الاجتماعية.
مبادرتها الشخصية بتجهيز العرائس اليتيمات والفقيرات نالت نجاحا فوق ما كانت تتوقع، تقول عنها للجزيرة نت “وصلتني التبرعات على شكل ملابس تقليدية ثمينة (القفطان المغربي) وحلي ذهبية وأموال ومختلف قطع الملابس التي تحتاجها العروس”، مؤكدة أن “المغاربة أولاد الخير، يهتمون بالأعمال الخيرية ويقبلون عليها”، وفق توصيفها.
وعلى الرغم من كونه عالما افتراضيا خصص بالأساس للتواصل وشكّل وسيلة ربط مهمة بين الأشخاص حول مختلف القارات، فإنه بات معينا قويا لكل من يرغب في مد يد العون لمن يعتقد أنه يستحق.
استشعارا منها بهذا الأمر، بادرت شركة فيسبوك إلى إطلاق خدمة جديدة العام المنصرم لجمع التبرعات لفائدة المنظمات غير الربحية، إلا أنها لا تزال مقتصرة على مستخدميها بالولايات المتحدة قبل انتقالها لباقي المستخدمين عبر العالم لاحقا.
سلاح ذو حدين
بفضل فيسبوك إذن صار اطلاع المغاربة على الحالات المستعصية أو المعوزة والوصول إليها أسهل، إلا أن النصب والاحتيال يبقيان حجر عثرة أمام الجمعيات وفاعلي الخير ممن يستشعرون مسؤولية أخلاقية أمام رواد صفحاتهم، وهو الأمر الذي حذا بعادل عواد إلى اللجوء إلى التقصي طويلا عن أصحاب النداءات ودعوات المساعدة.
يقول عواد للجزيرة نت “أسأل وأتقصى وأراجع الملف الطبي الخاص بكل حالة وأتحرى الصدق قبل نشرها على صفحتي، هذا مبدئي الذي لا أحيد عنه تفاديا لكل استغلال أو احتيال”.
ولا ينكر عواد أن 99% من النداءات الإنسانية التي يضعها على صفحته تجد طريقها للحل، حيث يبادر محسنون من داخل المغرب وخارجه للتفاعل إيجابا مع الحالات الإنسانية رغم عدم معرفتهم بأصحابها، أما عن السر وراء ذلك فيؤكد أن “ثقة الناس به وبما يقوم به هي حجر الزاوية”.
ولكسب هذه الثقة التي بنيت على مدى سنوات من الاشتغال، يبادر عادل عواد إلى نشر تفاصيل وصور خضوع مرضى لعمليات جراحية، أو اقتناء كرسي متحرك أو سرير طبي، أو بناء بيت متهدم وتجهيزه لفائدة أرملة وأطفالها، وتصوير ابتسامات أطفال باتوا ينعمون بدفء ملابسهم وأحذيتهم وسط الثلوج.
المصدر : الجزيرة