حشد عسكري تركي وآخر للنظام السوري.. ما التطورات المحتملة بشرق الفرات؟

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدفاع عن قراره سحب قوات بلاده من سوريا، واعتبر تركيا ودولاً إقليمية أخرى مسؤولة عن إتمام مهمة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية. وفي هذه الأثناء؛ دفع الجيش التركي والقوات الحكومية السورية بتعزيزات عسكرية جديدة إلى شرق الفرات.

حلقة (2018/12/23) من برنامج “ما وراء الخبر” ناقشت المسارات المحتملة للأوضاع في سوريا بعد قرار الانسحاب الأميركي من هناك، متسائلة: ما الذي عناه ترامب بمسؤولية تركيا ودول الإقليم عن التصدي لتنظيم الدولة، وفي أي إطار تأتي حشود أنقرة ودمشق شرق الفرات؟ وما هي السيناريوهات التي تنتظر منطقة شرق الفرات في ظل التطورات التي أعقبت قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا؟

ماذا يريد ترامب؟
حول سؤال عن رد الفعل التركي على الانسحاب الأميركي؛ يرى الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط علي باكير أن هناك ترتيبات تركية لمعرفة طريقة انسحاب القوات الأميركية من أجل ملء الفراغ هناك.

وأضاف باكير أن لدى أنقرة عدة تساؤلات تنتظر الإجابة من قبل الجانب الأميركي، أهمها أين سيذهب السلاح الأميركي الذي سلمته واشنطن إلى قوات سوريا الديمقراطية؟ وأن تأخير العمليات العسكرية التركية جاء من أجل معرفة الرد الأميركي.

لكن مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس يعتقد أن تركيا لن تقوم بملء الفراغ لأن الحكومة السورية هي المخولة بذلك، وستكتفي تركيا بنشر قوات شرطة لحفظ الأمن هناك، ولن تسمح أميركا وسوريا لتركيا بالقضاء على الأكراد، لأنه إذا تم السماح لها بذلك فستحصل أعمال تطهير عرقي كما حدث في عفرين؛ على حد قوله.

ويوافق العميد المتقاعد والخبير العسكري هشام جابر على ما قاله لانديس، قائلا إن ترامب حدد ثلاث دول لمحاربة “داعش” هي تركيا وروسيا وسوريا، وتركيا لن تتجاوز نهر الفرات في الوقت الحالي. وأشار إلى أن هناك تنسيقا على مستوى عال لكي تدخل القوات التركية إلى منبج، وتحل محل القوات الكردية دون حصول أي قتال، وأكد أن تركيا الآن هي اللاعب الأساسي في سوريا.

المسارات المحتملة
ويرد باكير على لانديس بقوله إنه قام بالخلط بين الأكراد وتنظيم بي كا كا الإرهابي وهذا الخلط غير مسموح، لأن هذا التنظيم الإرهابي قام بعمليات تطهير عرقي ضد الأكراد أيضا، ويؤكد أنه من غير المقبول أن تكون حكومة بشار الأسد هي من يسيطر على المنافذ الحدودية، لأنها ستسلمها للتنظيمات الإرهابية كما حدث في السابق.

ويشير لانديس إلى أن الرئيس ترامب اتخذ قراره قبل سنتين لكنه انتظر حتى الآن لتنفيذه، وهو حاليا على أعتاب حملة انتخابية، ولذا يجب أن يفي بالوعود التي قطعها للشعب، ويجب ألا تسمح أميركا بإبادة الأكراد. وشدد على أنه يوجد للنظام والأكراد في سوريا عدوان مشتركان هما تركيا و”داعش”، وهذا يكفيهما للعمل معا.

ويرى جابر أنه يستحيل حصول أي عمليات عسكرية في شرق الفرات لأن تركيا لا تريد حربا في الوقت الحالي، أما الحرب السورية التركية فهي مستحيلة للغاية لوجود ضابط إيقاع اسمه روسيا. وبشأن إمكانية أن يقيم الأكراد دولة مستقلة؛ فقد رأى أنه يستحيل فعل ذلك لأن سوريا وتركيا ترفضان وجود كيان للأكراد على حدودهما.

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *