رحمة خالد.. أول مقدمة تلفزيونية مصابة بمتلازمة داون في العالم
|منذ ولادتها، امتلكت المصرية رحمة خالد قوة تحفّزها على تحدي الصعاب والمواقف سلبية. طبيب الأطفال أعلم والديها أنه لا ضرورة لتلقيحها أو حتى تعليمها، نظرا لأن هذه الفتاة تعاني من متلازمة داون، وأكد تشخيصها الطبي أنها لا يمكن أن تعيش طويلا.
إلا أن رحمة تمكنت من تحدي هذه التوقعات والمواقف السلبية تجاهها في سن لم تتخطَ الثانية والعشرين، لتصبح مقدمة برامج تلفزيونية.
واثقة من قدراتها
تصف رحمة تجربتها فتقول إنها لم تشعر بأي توتر عند الوقوف أمام الكاميرات أول مرة، كما أنها كانت واثقة للغاية من قدراتها.
وأظهرت مقدمة البرامج التلفزيونية أنها شخص اعتاد على تحدي الصعاب ومواجهة الرفض، وقد اعترفت بأن زملاءها في البرنامج الذي تقدمه ساعدوها كثيرا خلال التدريبات.
برنامج “8 الصبح”
تجربة ظهور رحمة في برنامج “8 الصبح” الذي تعرضه قناة “دي أم سي” لم يمر عليها سوى أيام معدودة. وبعد أشهر من الاستعداد وراء الكواليس، أكدت رحمة أن أشهر التدريب قد كانت حاسمة لتتعلم أساسيات التقديم التلفزيوني.
السباحة و170 ميدالية
وأشارت إلى أنها ترغب في أن تثبت للمجتمع أنها قادرة على تحقيق النجاح في جميع المجالات التي تختارها.
وقد تمكنت بالفعل من تحقيق هدفها، فبدأت مشوارها في مجال السباحة لتتفوق فيه وتجني 170 ميدالية، كما أنها “تستعد للمشاركة في البطولة القادمة في أستراليا“.
عائلة فخورة
عائلة المذيعة رحمة خالد تغذي إصرارها على تجاوز الصعاب، خاصة بعد رفض تسجيلها في مدرسة للتربية المختصة، وقد أكدت والدتها أمل عطيفة أن “عائلة رحمة فخورة بها للغاية، خاصة بعد أن لاحظوا أن المجتمع قد بدأ بتغيير تصوراته”.
ما حققته رحمة يعتبر إنجازا على مستوى عالمي، وخاصة في مصر التي يواجه سكانها آلاف العقبات، كما لا يتمكن فيها ذوو الاحتياجات الخاصة من الظهور للعلن.
على شاشة التلفزيون
وتقول والدة رحمة إنها “لم تتخيل أبدا أن تصبح ابنتها مقدمة برامج تلفزيونية أو مرجعا في المجتمع”. وبشكل عام، أثار أول ظهور لها على شاشة التلفزيون إعجاب الجميع، نظرا لثقتها في نفسها وعباراتها اللطيفة.
وفي برنامجها، لم تكن رحمة متصنعة بل عفوية للغاية، ولم تتردد أيضا عن الغناء مع أحد ضيوفها أثناء إجراء مقابلة معه.
وتعليقا على إنجازها، قالت إن ما قامت به “يفتح أبواب الأمل أمام آخرين من ذوي الاحتياجات الخصوصية لدخول سوق الشغل”.
طموح بانتظار الفرصة
وترى الفتاة الطموحة أن “ردود فعل الجمهور كانت جيدة للغاية، لكن لا تزال هناك بعض الممارسات العنصرية ضد ذوي الاحتياجات الخصوصية على شبكات التواصل الاجتماعي”.
وتطلب رحمة من الذين يستهينون بقدرات أشخاص مثلها أن يتريثوا ويشاهدوا نجاحاتها، ثم لا بأس بالحكم عليها.
وختمت بالقول إنها لا ترغب في أن يجردها الناس من طموحها وأملها، وإنها ترغب في أن يمنحها الناس فرصة، لأنها ستتعلم من أخطائها.
وكان مراسل صحيفة ألموندو في الشرق الأوسط فرانسيسكو كاريون حاورها، مؤكدا أنها “استطاعت أن تحقق أحد أحلامها المتمثل في التحول إلى مقدمة برامج تلفزيونية”.
المصدر : الصحافة الفرنسية