غوتيريش: قطر سيكون لها صوت عال داخل الأمم المتحدة
|عماد مراد-الدوحة
وأكد غوتيريش -في مؤتمر صحفي بمنتدى الدوحة الـ 18 مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني– أنه لا يمكن النظر إلى المساهمة المالية المقدمة من قطر فحسب بل هناك تغيير نوعي بالعلاقة بين الجانبين.
ووقعت قطر والأمم المتحدة -على هامش فعاليات منتدى الدوحة المنعقد حاليا بالدوحة- عددا من اتفاقات الشراكة لدعم هيئات تابعة للمنظمة من بينها اتفاقية لافتتاح مقر الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية بالدوحة، وأخرى لدعم منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالإضافة إلى اتفاقية لدعم التعليم في مناطق الفقر والحروب.
وثمن غوتيريش الدور القطري في إحلال السلام بإقليم دارفور الواقع غربي السودان، وكذلك دور الدوحة في تخفيف الأزمة السورية، لافتا إلى أن قطر باتت معنية بصون حقوق الإنسان وأصبح لها دور فاعل للغاية في هذا المجال.
ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن أونروا واجهت صعوبات جمة خلال العام الماضي بسبب انسحاب الدعم الأميركي، وقد كان لقطر دور كبير في استمرار هذه المنظمة، مضيفا أن اليوم شهد توقيع اتفاقية لدعم الوكالة تستمر لسنوات مما يمثل تأكيدا على مسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين الذين تدعمهم.
وبشأن الحصار المفروض على قطر، أشار غوتيريش إلى أن المنظمة الدولية على اتصال دائم بدولة الكويت وتدعم المبادرة الكويتية لحل الأزمة الخليجية باعتبارها الأقرب للحل والتطبيق على أرض الواقع، لافتا إلى أن المبادرة الكويتية تلقت دعما مكثفا من كافة مؤسسات الأمم المتحدة لإنهاء تلك الأزمة.
وحول جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول وموقف الأمم المتحدة من تلك الجريمة، طالب غوتيريش بضرورة أن يكون هناك تحقيق جنائي في تلك الجريمة وأن يعاقب المسؤول عن هذه الجريمة البشعة التي استهدفت خاشقجي “فهذا أمر أساسي”.
وبشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن بظل الحرب الدائرة منذ أكثر من أربعة أعوام، دعا غوتيريش إلى ضرورة المضي قدما في محادثات السويد للوصول إلى حل للأزمة اليمنية بأسرع وقت ممكن، مشددا على أن عدم الوصول لحل سياسي في اليمن سيواجه العالم العام المقبل وضعا أكثر سوءا على المستوى الإنساني في البلاد.
وخلال كلمته بالمؤتمر الصحفي، كشف الشيخ محمد بن عبد الرحمن عن توقيع قطر والأمم المتحدة اتفاقية متعددة السنوات بقيمة خمسمئة مليون دولار لدعم عدد من المؤسسات التابعة للمنظمة الدولية، موضحا أن بلاده احتلت خلال عام 2017 المركز السادس عالميا والأول عربيا في دعم مؤسسات الأمم المتحدة.
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن الدعم القطري للمنظمة الدولية يهدف إلى ترسيخ عملها ورفع المعاناة عن فئات كبيرة في العالم تعاني جراء الفقر والحروب، وتقوم الأمم المتحدة بدور فاعل في هذا الإطار يحتاج إلى تكاتف دولي لمساعدتها على الوصول إلى مقاصدها السامية.
وتحدث الوزير القطري عن أبرز الاتفاقيات الموقعة ودورها في دعم مؤسسات الأمم المتحدة كافتتاح مكتب لتنسيق الشؤون الإنسانية بالدوحة، واتفاقية لدعم أونروا، بالإضافة لاتفاقيات تعنى بالتعليم والصحة بمناطق الفقر والحروب.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن تعاون بلاده مع الأمم المتحدة في كافة المجالات وتثمين دولة قطر لدور الأمين العام في إصلاح المنظمة الدولية وفقا لخطة التنمية المستدامة 2030، مشددا على أن توقيع الاتفاقيات دليل على عمق العلاقة الراسخة بين الدوحة والأمم المتحدة.
وحول دور الأمم المتحدة في حل أزمة الحصار المفروض على قطر منذ يونيو/حزيران 2017، ثمن وزير الخارجية القطري دور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ومؤسسات الأمم المتحدة بدعم موقف قطر في حل أزمة الحصار بالحوار، مشددا على أن الأمم المتحدة قامت بدور فاعل وقدمت الدعم اللازم لدولة قطر لتجاوز آثار الحصار.
وأوضح أن مؤسسات الأمم المتحدة لم تدعم طرفا على (حساب) طرف بل دعمت الموقف السليم وفقا للقوانين والأعراف الدولية، لافتا إلى أن رفض دول الحصار للحوار أكبر دليل على زيف ادعاءاتهم ضد قطر، معتبرا في الوقت نفسه أن الدوحة منفتحة على الحوار المبني على الاحترام المتبادل.
المصدر : الجزيرة