الجسمي أول مطرب عربي يغني في الفاتيكان

محمد أنيس-القاهرة

أعلن المطرب الإماراتي حسين الجسمي قبل أيام مشاركته في حفل عيد الميلاد السنوي الذي ينظمه الفاتيكان، ليكون بذلك المطرب العربي الأول الذي يشارك في هذا الحفل الخيري الذي يقام دوريا منذ عام 1993 ويشارك فيه فنانون عالميون مجانا لدعم القضايا الخيرية. 

ويهدف حفل هذا العام إلى إلقاء الضوء على محنة اللاجئين من خلال تخصيص عوائد الحفل لدعم المؤسسات الخيرية التي تقدم المساعدات للاجئين، وذلك لدعم بعثة دون بوسكو في أوغندا التي تساعد على إعادة توطين اللاجئين الفارين من الحرب في جنوب السودان، ومشروع “Scholas Occurrentes” في أربيل بالعراق الذي يهدف إلى ربط طلاب الجامعات في إيطاليا وطلاب الجامعات في مخيمات اللاجئين. 

وبعد دعوة الجسمي للغناء في حفل عيد الميلاد السنوي كتب في حسابه الشخصي على موقع تويتر “بالتسامح والتعايش السلمي في العالم نعزز رؤية #زايد قيادة وشعبا، ومنهاجي السعي في تطبيقها للتقارب بين الأديان والشعوب، ويشرفني تلبية دعوة الفاتيكان للمشاركة كأول فنان عربي في حفل “عيد الميلاد” السنوي الخيري الذي يعود ريعه للاجئين في أربيل بالعراق، وأوغندا”.

وعقب لقائه بابا الفاتيكان فرانشيسكو غرد الجسمي في حسابه الرسمي على موقع تويتر قائلا “محبة وسلام.. وتسامح الأديان والشعوب كانت رسالتي اليوم ممثلا ثقافتي وبيئتي ودولتي وعروبتي”. 

سعي إماراتي للتقارب مع الفاتيكان
تأتي دعوة الجسمي لحفل الفاتيكان في ظل سعي الإمارات إلى التقارب مع الفاتيكان وتصدير صورة للغرب عن الإمارات بوصفها دولة الحريات والانفتاح على الآخر.

ومن المقرر أن يقوم البابا فرانشيسكو بزيارة دولة الإمارات في فبراير/شباط المقبل تلبية لدعوة رسمية وجهت إليه في يونيو/حزيران الماضي من قبل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، وعلى خلفية زيارة ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد إلى الفاتيكان عام 2016.

وستكون هذه الزيارة لبابا الفاتيكان هي الأولى من نوعها، ليست فقط لدولة الإمارات ولكن لشبه الجزيرة العربية بأكملها. 

مفارقة كبيرة تلك التي تحملها مشاركة الجسمي في هذا الحفل الخيري ممثلا لقيم المحبة والسلام والتسامح، ففي حين أنه يتصدر المشهد الفني العربي في السنوات القليلة الماضية معبرا عن أنظمة يعتبرها المحللون قمعية في الإمارات والخليج العربي ومصر ناطقا بلسانها فإنه لا يكاد يمر عام واحد دون أن يخرج الجسمي بأغنية “وطنية” جديدة يتغنى فيها برقي وتحضر السلطة الإماراتية، أو يمتدح فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أو يشارك في حملات سياسية لدعم مزاعم ومصالح السلطة في كلا البلدين كما يقول معارضون. 

وجه السلطة المحبب
ففي مصر ومنذ عام 2013 وبعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي حضر الجسمي كوجه مقبول ومحبوب من قبل السلطة الجديدة فقدم أغنيات، مثل “تسلم إيدك”، و”هذه مصر”، و”سيادة المواطن ابن مصر”.

وفي عام 2014 قدم أغنية “بشرة خير” قبيل الانتخابات الرئاسية المصرية والتي شهدت انتشارا كاسحا بين المصريين.

وفي مارس/آذار 2018 وقبيل الانتخابات الرئاسية المصرية خرج المطرب الإماراتي بأغنية جديدة بعنوان “مساء الخير يا ريس” يمتدح فيها الرئيس المصري -الذي مرشحا انتخابيا في حينها- عبد الفتاح السيسي، في الوقت الذي تزداد فيه الضغوط المعيشية على الطبقات الدنيا المصرية إثر الوضع الاقتصادي المتأزم والتضخم الذي تزيد معدلاته عاما بعد عام. 

وفي الإمارات قدم الجسمي مجموعة من الأغاني الوطنية، هي أغنية “أبوس راسك” في عام 2010، ثم أغنية “تجلت أبو ظبي”، وأغنية “كلي فخر إماراتي”.

والعام الماضي شارك الجسمي في أغنية “قولوا لقطر” التي هاجمت الدوحة، وذلك على خلفية الأزمة بين دول الحصار من ناحية ودولة قطر من ناحية أخرى.

يذكر أن الجسمي يشارك ضمن مجموعة من نجوم العالم في حفل الفاتيكان الخيري من أجل دعم قضية اللاجئين، وأعلن عن قبوله الدعوة باسم القيادة السياسية لدولة الإمارات التي تشارك في حرب اليمن التي خلفت مئات الآلاف من لاجئين ﻻ يزالون يعيشون أوضاعا خطيرة، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *