وادي السليكون ساعد في بناء هواوي وواشنطن قد تفككها
|لعبت الشركات الأميركية دورا حاسما في مساعدة شركة هواوي الصينية على أن تصبح ذلك اللاعب المهيمن في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، لكن يمكن لواشطن أن تفككها، بحسب تقرير في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
يعتبر عمالقة وادي السليكون مثل شركات إنتل وبرودكام وكوالكوم من أكبر الموردين لشركة هواوي التي تشتري منهم المكونات لصنع معدات مثل محطات الاتصالات وأجهزة التوجيه (راوترز) والهواتف المحمولة. ويشير تقدير إلى أن هواوي ستشتري ما يبلغ عشرة مليارات دولار من المكونات من شركات أميركية هذا العام، أي ما يعادل قيمة ما تستورده الصين من السيارات الأميركية.
كما تعمل كل من كوالكوم وإنتل مع هواوي في تطويرها تقنيات اتصالات الجيل الخامس (5جي)، وهو حقل تهدف الشركة الصينية إلى أن تصبح رائدة عالمية فيه، الأمر الذي أثار قلق البعض في واشنطن، وفقا للصحيفة.
ويوضح هذا الاعتماد المتبادل كيف يمكن لأي إجراءات أميركية ضد هواوي بشأن انتهاكات مزعومة للعقوبات، قد تصل إلى حد منعها من الشراء من موردين أميركيين، أن تدمر عمليات الشركة الصينية وتقلّص النشاط التجاري لشركات التقنية الأميركية.
وألقي القبض على المديرة المالية لـ”هواوي” مينغ وانزهو في فانكوفر في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي بناء على طلب من السلطات الأميركية للتحقيق في عمليات احتيال متعلقة بالمبيعات إلى إيران. الأمر الذي أثار المخاطر التي تواجهها الشركة وشركاؤها في الخارج، وألقى بظلاله على المفاوضات التجارية بين أكبر دولتين اقتصاديتين في العالم.
وتراجعت أسهم شركات التقنية في الصين وأميركا هذا العام مع تصاعد المخاوف من أن تعطل التوترات التجارية الأعمال في جميع أرجاء المحيط الهادي.
وإذا توصلت الولايات المتحدة إلى أن هواوي تجنبت العقوبات الأميركية، فإن إجراءات أخرى قد تتبع، على غرار ما فعلته الحكومة الأميركية مع شركة “زد تي إي” بعد اعترافها بالتهرب من العقوبات حيث تم منع الشركات الأميركية من بيع منتجات زد تي إي مؤقتا، الأمر الذي أوصل الشركة إلى حافة الانهيار.
المديرة المالية لشركة هواوي التي اعتقلتها سلطات فانكوفر مطلع هذا الشهر (رويترز) |
ولن تكون الخسارة باتجاه واحد، فالشركات الأميركية ستخسر أيضا، حيث تعتبر الصين ثاني أكبر مشتر لصادراتها من أشباه الموصلات التي قُدرت قيمتها العام الماضي بـ58.4 مليار دولار، وفقا لما ذكرته إدارة التجارة الدولية الأميركية. وهواوي وحدها في طريقها لشراء ما قيمته 10 مليارات دولار من مكونات الشركات الأميركية هذا العام مقارنة بـ8 مليارات عام 2017.
وتعد هواوي إلى حد بعيد أكثر شركات التقنية إنفاقا عندما يتعلق الأمر بالبحث والتطوير، ولديها وحدة تصميم رقائق خاصة بها تعد سابع أكبر وحدة في العالم، كما تعمل على رقائق متطورة للذكاء الاصطناعي، ورقائقها تحل في هواتفها الذكية بشكل متزايد محل ما يقدمه الموردون الأجانب، فعلى سبيل المثال يضم أعلى هواتف هواوي وهو “بي20 برو”، 7% فقط من أشباه الموصلات من موردين أميركيين، مقارنة بـ60% بالنسبة لشركة زد تي إي في هاتفها “أكسون إم”.
ومع ذلك، لا تزال هواوي تعتمد على الواردات من شركات رقائق أميركية مثل برودكوم وزيلينكس وأنالوغ ديفايسيز للمكونات المستخدمة في معدات الاتصالات الخاصة بها، كما تشتري الشركة معدات من شركة سيغيت لاستخدامها في أعمالها التجارية، وتستخدم رقائق ذاكرة من شركة مايكرون في هواتفها الذكية.
وبالنسبة لهواوي فإن شركتي إنتل وكوالكوم، اللتين تجتذبان عائدات ضخمة من الصين، تعتبران أكثر من مجرد موردين، حيث تصف هواوي إنتل بأنها “شريك إستراتيجي”، وتعملان معا في مجموعة من المجالات بما في ذلك تقنية اتصالات الجيل الخامس، والشيء ذاته يقال عن كوالكوم التي أطلقت مع هواوي وشركة الاتصالات الصينية “أس أم آي” في 2015 مشروعا مشتركا في شنغهاي للعمل على تقنية الجيل التالي من الرقائق.
وكانت المخاوف من هيمنة هواوي في تقنية “5جي” وراء قرار الولايات المتحدة إحباط سيطرة شركة برودكوم على شركة كوالكوم في وقت سابق هذا العام، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، التي تقول إن شركات إنتل وكوالكوم وبرودكوم رفضت التعليق على هذا الموضوع.
المصدر : وول ستريت جورنال