العلاقات الشخصية بين ترمب وابن سلمان تهدّد بتبعات شديدة الخطورة

قال باحثون وأكاديميون إن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج، تحولت إلى علاقات شبه شخصية في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، محذّرين من أن ذلك قد تنتج عنه تبعات شديدة الخطورة، تتخطى توازنات الداخل السعودي واستقراره من ناحية، واستقرار مصالح واشنطن في الشرق الأوسط وتغيرها من ناحية أخرى.
جاء ذلك خلال اليوم الأول من الدورة الخامسة لمنتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية، التي ينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وتنطلق أهمية هذه الدورة من المسارين اللذين يؤسسانها، وهما: «التحولات الاجتماعية في دول الخليج العربية: إشكالية الهوية والقيم»، و»العلاقات الخليجية الأميركية».
وفي كلمته الافتتاحية، قال الدكتور مروان قبلان -الباحث في المركز العربي، ورئيس لجنة منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية- إن المنتدى بات منبراً أكاديمياً لدراسة شؤون منطقة الخليج العربي وعلاقتها بجوارها والإقليم والعالم، مشيراً إلى أن دورة هذا العام ستتناول قضايا التحولات الاجتماعية وإشكالية الهوية والقيم في دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما أن أزمة حصار قطر قد كشفت عن توتر مكبوت في العلاقة بين الهويات التقليدية (الوشائجية والقرابية)، والتي كان النظام السياسي الاجتماعي في بلدان الخليج يكرسها، في الوقت نفسه الذي يحاول أن يعمق فيه خطاب المواطنة والهوية الوطنية.
من جهته، كشف الباحث دانيال سيروير عن أهمية إمدادات الطاقة في العلاقة بين الطرفين، مشيراً إلى أنه يجب على مورّدي النفط في دول الخليج تحمّل المزيد من الأعباء على أنفسهم، والسعي إلى إشراك عملائهم الآسيويين، إلى جانب حصولهم من الولايات المتحدة على التقانات المتقدمة في مجالات الاستخراج والطاقة البديلة، وذلك بدلاً عن المحافظة على الركائز التقليدية في العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربية.
من جانبه، رأى الباحث مروان بشارة أن العلاقات بقيت ثابتة وتعزّزت خلال العقود الأربعة الماضية، على الرغم من التقلبات والصعوبات المختلفة نهاية الحرب الباردة، مشيراً إلى أن العلاقات الخليجية – الأميركية تبدو اليوم أكثر وضوحاً، إذ تضاعف بعض دول الخليج استثماراتها السياسية والمالية للضغط على صناع القرار الأميركيين، وتنسّق جهودها مع جماعات الضغط الإسرائيلية لتحقيق أقصى تأثير.
وقال الباحث محمد المنشاوي إنه مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، وصعود محمد بن سلمان إلى ولاية العهد السعودي، انتقلت العلاقة بين الطرفين من كونها علاقات استراتيجية خاصة إلى علاقات خاصة شبه شخصية، وهو ما قد تنتج عنه تبعات شديدة الخطورة، تتخطى توازنات الداخل السعودي واستقراره من ناحية، واستقرار مصالح واشنطن في الشرق الأوسط وتغيرها من ناحية أخرى.
ولفت الباحث الكويتي ظافر العجمي إلى أن دول الخليج العربية تواجه شعوراً دائماً بقابلية الغزو، وهذه مشاعر أججتها الولايات المتحدة الأميركية، فيما رأى الباحث محجوب الزويري أن إيران حضرت في مشهد العلاقات الخليجية – الأميركية مرة أخرى خلال السنوات القليلة الماضية.;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *