قطر تؤكد مواصلة جهودها لحل سياسي يضمن تحقيق السلام في أفغانستان

أكدت دولة قطر أنها تواصل جهودها ومساعيها الحميدة والوساطة من أجل إرساء أسس السلام بين الفرقاء في أفغانستان، مشيرة إلى إيمانها بعدم جدوى أي حل عسكري للأزمة الأفغانية.

جاء ذلك في كلمة سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، اليوم خلال مؤتمر جنيف الوزاري الدولي حول أفغانستان.

وأعرب سعادته عن التقدير الكبير لمشاركة فخامة الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، وسعادة السيد تاداميتشي ياماموتو المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان في هذا المؤتمر، وتوجه بالشكر الجزيل إلى سعادة السيد إيغناسيو كاسيس وزير الخارجية السويسري على استضافة سويسرا لهذا المؤتمر، والتنظيم والإعداد الجيد لضمان نجاح أعماله.

وقال سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن الشعب الأفغاني يمر اليوم بمرحلة تاريخية حاسمة تفصل بين خيارين إما المضي قدما في تعزيز العملية السياسية وضمان كافة حقوق الشعب الأفغاني وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والازدهار، وإما انهيار الأوضاع واستمرار دوامة الصراع والعنف واستنزاف موارد الدولة، وأكد تحمل جميع الفرقاء في أفغانستان مسؤولياتهم وضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الشخصية، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية، وبناء دولة المؤسسات التي تقوم على مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.

كما رأى سعادته أن هذا المؤتمر يعتبر فرصة هامة لتقييم التقدم المحرز ووضع خارطة طريق للتغلب على التحديات الراهنة، فضلا عن مضاعفة جهود المجتمع الدولي لتعزيز السلام والاستقرار والأمن والتنمية، لتحقيق آمال الشعب الأفغاني بعد معاناته لعقود طويلة من القتال، وتعزيز اعتماده على مقدراته الذاتية لتمكينه من التغلب على المصاعب التي تواجهه.

وأضاف “لقد شهد العالم مؤخرا على عزم وقدرة الشعب الأفغاني في تحدي الإرهاب، عندما توجه الى صناديق الانتخابات لاختيار ممثليه في البرلمان، معربا في هذا الصدد عن ثقة دولة قطر في الجهود التي تبذلها الحكومة الأفغانية من اجل الحفاظ على مستوى التقدم الحاصل وتفادي جميع أوجه القصور والتحديات والمشاكل التي تخللت الانتخابات البرلمانية، عند تنظيم الانتخابات الرئاسية في العام القادم”.

وعبر سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية عن الأمل في بذل المزيد من الجهود لتنفيذ خطط وبرامج الإصلاح ومحاربة الفساد بأسرع وقت ممكن، وبقيادة أفغانية، مما يعزز الثقة بين الشعب الأفغاني وحكومته من جهة، وبين المجتمع الدولي وأفغانستان من جهة أخرى.

وقال سعادته “إن دولة قطر تؤمن بعدم جدوى أي حل عسكري للأزمة الأفغانية. وبناء على ذلك، تواصل دولة قطر جهودها ومساعيها الحميدة والوساطة من اجل إرساء أسس السلام بين الفرقاء في أفغانستان، وضمان تحقيق وقف إطلاق النار والتقريب بين وجهات نظر الأطراف المعنية في الصراع للتوصل الى حل سياسي يضمن تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للشعب الأفغاني، الأمر الذي سينعكس إيجابيا على تعزيز السلم والاستقرار الإقليمي والدولي”.

وعبر سعادته عن إدانة دولة قطر بشدة لجميع التفجيرات والهجمات التي تحصل في افغانستان والتي غالبا ما تستهدف المدنيين، مؤكدا على موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والاسباب.

وجدد سعادته دعم دولة قطر لجميع الجهود الدولية الرامية لإنهاء الأزمة الأفغانية وحالة الانقسام في البلاد، ودعم عملية إعادة الإعمار، مما سيسهم في تعزيز الثقة بين الأطراف الأفغانية والمضي قدما في العملية السياسية والدستورية، واستكمال المرحلة الانتقالية وتحقيق التوافق والمصالحة الوطنية، والمحافظة على وحدة أفغانستان وسيادتها.

;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *