من فضيحة لافون إلى عملية خان يونس.. هكذا فشلت مخططات إسرائيل

لطالما تبجحت قيادة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ اغتيالات وعمليات عسكرية ومخابراتية خاصة نسجت حولها الأساطير، لكن التأمل في تاريخ وحدات النخبة الإسرائيلية في الجيش والمخابرات يكشف عن وقائع عديدة من الإخفاق والانكسار.

وقد أضاءت على ذلك التاريخ عملية التسلل التي أقدمت عليها قوة إسرائيلية خاصة في خان يونس جنوبي قطاع غزة يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لكن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس تمكنت من إفشال المخطط وقتل قائد القوة الإسرائيلية، ثم نشرت صور أفراد القوة في وقت لاحق.

وتبين أن هذه القوة تابعة لوحدة “سييرت متكال” أو سرية الأركان، وهي من أهم وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وتتبع شعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان). وقد اشتهرت هذه الوحدة بتنفيذ اغتيالات وعمليات خطيرة، لكنها منيت هي ووحدات أخرى في الجيش والمخابرات بفشل ذريع في مناسبات أخرى، نعرض هنا بعضها:

محاولة اغتيال خالد مشعل تنتهي بخسارة فادحة لإسرائيل 1997
أقدم جهاز الموساد الإسرائيلي في 25 سبتمبر/أيلول 1997 على تنفيذ عملية لاغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك بتوجيهات مباشرة من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.

خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس (رويترز)

وتمكن عنصران من الموساد من حقن مشعل بمادة سامة حين كان يهم بدخول البناية التي يقع فيها مكتب حماس في عمّان، غير أن السلطات الأردنية تمكنت من إلقاء القبض على هذين العنصرين.

وأرغم نتنياهو –بعد تدخل الرئيس الأميركي بيل كلينتون– على تقديم المصل المضاد لذلك السم. وفي سبيل استعادة عنصري الموساد أُرغمت إسرائيل على الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس.

رئيس الموساد داني ياتوم (يسار) استقال من منصبه بعد سلسلة إخفاقات من بينها فشل محاولة اغتيال خالد مشعل (رويترز)

 

مقتل الجندي الإسرائيلي الأسير نحشون فاكسمان 1995
فشلت وحدة “سييرت متكال” في تحرير الجندي نحشون فاكسمان الذي أسرته مجموعة من كتائب القسام واحتجزته في بلدة بيت نبالا قرب القدس المحتلة عام 1995.

فقد نفذت الوحدة عملية لتخليص الجندي الأسير، لكنها انتهت بمقتل الجندي وقائد في القوة المنفذة للعملية، كما قتل أيضا عناصر القسام.

حين فكرت إسرائيل في اغتيال صدام عام 1991
كشفت مصادر إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شامير أمر بإعداد مخطط لاغتيال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ردا على إطلاق العراق صواريخ نحو العمق الإسرائيلي خلال حرب 1991.

وكلفت القيادة الإسرائيلية وحدة “سييرت متكال” بالتحضير لهذه العملية، غير أنه أثناء التدريبات التي أجرتها الوحدة لهذا الغرض في قاعدة تسئيليم في صحراء النقب عام 1991 انطلقت قذيفة بطريق الخطأ فقتلت خمسة من ضباط الوحدة، مما أفضى إلى إصدار قرار بإلغاء الخطة برمتها.

رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق شامير (رويترز)

عملية اغتيال خاطئة تطيح بواحدة من أخطر عناصر الموساد 1973
خططت القيادة الإسرائيلية لاغتيال القيادي الفلسطيني علي حسن سلامة (أبو حسن سلامة) في أعقاب مقتل 11 رياضيا إسرائيليا في الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972 على يد مجموعة “أيلول الأسود” الفلسطينية.

وبعد أشهر من البحث والتعقب في أوروبا، وصلت خلية الموساد المكلفة باغتيال سلامة إلى مدينة ليلهامر في النرويج واستعدت لاقتناص الهدف الثمين في أحد شوارع المدينة في يوليو/تموز 1973.

اعتقدت عميلة الموساد سيلفيا رافاييل أنها أمام الهدف فصوبت 14 رصاصة نحوه، لكن تبين أن القتيل ليس سلامة بل كان مهاجرا مغربيا يدعى أحمد بوشيخي يشبه أبو حسن سلامة.

أثارت العملية ردود فعل دولية غاضبة، واعتقل الأمن النرويجي عميلة الموساد سيلفيا رافاييل وخمسة من مساعديها، وحكم عليها بالسجن خمس سنوات بعد أن وجهت إليها تهم القتل والتجسس واستخدام وثائق مزورة، ثم أفرج عنها بعد 15 شهرا فقط في إطار صفقة بين إسرائيل والنرويج.

وقالت مصادر إسرائيلية إن عملية الاغتيال الفاشلة أدت إلى “سقوط واحدة من أعظم نساء الموساد”، في إشارة إلى سيلفيا رافاييل التي تسرعت في إطلاق الرصاص دون توفر معلومات كافية لديها عن أبو حسن سلامة ودون العودة إلى فريقها.

فضيحة لافون.. خلية يهودية تفشل في مصر 1954
في صيف عام 1954 فشلت عملية سرية إسرائيلية عُرفت بعملية “سوزانا”، كان هدفها تفجير أهداف مدنية مصرية وأميركية وبريطانية في مصر، من بينها دور سينما ومكتبات، من أجل صناعة حالة من الفوضى والعنف يمكن توظيفها سياسيا لصالح إسرائيل في ما بعد.

تمكنت السلطات المصرية من إحباط العملية والتوصل إلى الضالعين فيها، وهم مجموعة من اليهود المصريين الذين جندتهم المخابرات الإسرائيلية. وعُرفت القضية لاحقا بفضيحة لافون نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بنحاس لافون الذي يُعتقد أنه أشرف بنفسه على التخطيط للعملية.

المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *