لقطات مثيرة من مونديال روسيا تؤرخ لمشاركة “أسود الأطلس”
|عزيزة بوعلام– الدار البيضاء
غمرت سعادة كبيرة خمسة مصورين مغاربة، وهم يشاهدون عشرات الزوار يتابعون بشغف كبير ما التقطته عدسات كاميراتهم خلال مونديال روسيا 2018، وذلك في معرض احتضنته بلدية البرنوصي بمدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للبلاد.
لم يتوقف محمد غانمي –وهو أحد زائري المعرض- عند صورة معينة خلال جولته، بل تنقل بينها منبهرا بجمالية زوايا التقاطها، كان ينصت لمؤرخي لحظات هذا العرس الكروي، ويتابعهم بشغف وهم يكشفون للمرة الأولى ما وراء صورهم من حكايات.
وتحدث المصورون الذين يستضيفهم المعرض (8-25 نوفمبر/تشرين الثاني) أمام الزوار، عن الشغف الذي كان في نفوسهم تجاه الحدث، وعن المشاعر والأفكار التي ترجموها في صورهم، وما خاضوه لأجل الوصول إلى هذه المشاهد المتنوعة، التي اختاروها للعرض.
وأظهرت اللوحات المعلقة صورا مونديالية فوتوغرافية، تجسد فرحة التألق، حيوية العزيمة والحماس، دموع الانتصار والانكسار وأحاسيس ومشاعر أخرى رافقت اللاعبين في المستطيل الأخضر والجماهير في المدرجات وفي تجوالهم بشوارع روسيا.
وعاد المصور عبد المجيد رزقو لأحضان ذكرياته، وهو يتحدث بحماس عن صور تربعت في قلبه وقلب زملائه حين التقطوها. وتحدث بألم عن لحظة سقوط اللاعب المغربي نور الدين مرابط بعد إصابته الخطيرة خلال مباراة المنتخبين المغربي والإيراني.
تلك الومضة السريعة للكاميرا التي وثقت اللحظة، حين سقوط اللاعب على مرمى عدسته مباشرة، بدا كأنه التقطها بقلبه وليس بكاميرته.
المونديال بالصور
ويعيد المعرض حكاية المونديال من خلال أربعين صورة فوتوغرافية، تشكل ذروة ما جادت به عدسة المصورين (أحمد عاقيل، خالد الشورى، عبد المجيد رزقو، محمد بناجي ومحمد العدلاني) من لحظات مؤثرة من قلب الملعب. كما توثق مشاهد احتفال كروي لم يعشه المنتخب المغربي منذ عشرين عاما من الغياب عن هذا المحفل العالمي.
وبلغ مجموع المصورين الصحفيين المعتمدين لمواكبة هذا الحدث العالمي ما يقارب 34 مصورا يمثلون منابر إعلامية مختلفة، حسب ما أفاد به للجزيرة نت عبد اللطيف المتوكل رئيس الرابطة المغربية للصحفيين الرياضيين المغاربة.
ربما لم يسعد المنتخب المغربي جمهوره ومشجعيه بالتأهل من دور المجموعات خلال مشاركته في كأس العالم روسيا 2018. إلا أن هؤلاء المصورين سعوا من جانبهم، ليقدموا للعالم عبر كاميراتهم أقوى وأجمل حالات التعبير عن العودة التاريخية لكرة القدم المغربية إلى المونديال.
ويعتقد المتوكل أن من يزور المعرض يشعر بأنه يستعيد من جديد فصول المونديال بمشاعره وأحاسيسه وأهازيجه، لكن بصورة تحضر معها أدق الجزئيات والتفاصيل.
ولم يخف لاعبون وفاعلون رياضيون حضروا افتتاح المعرض أن المستوى الجيد الذي ظهر به المنتخب المغربي خلال المونديال أثر في نوعية الصورة وساعد في أخذ لقطات معبرة. كما أن وجود الجماهير في مثل هذه المحافل الكروية كان بمثابة خلفية رائعة أضفت التميز في اللقطة من قبل المصور.
مبادرة رائدة
بدا المصور رزقو منشرحا بتفاعل الزوار مع الصور التي رحلت بهم إلى جوانب خفية من كأس العالم والبلد المحتضن له.
ويحكي هذا المصور المحترف للجزيرة نت، كيف حفزه ومصورين آخرين تحقيق حلم حضور المونديال لأول مرة في مسارهم المهني، على مشاركة عشرات الصور التي لم يسبق مشاهدتها من قبل، ولم تلتقطها كاميرات الشاشات التي عرضت المباريات مع المشاهدين.
ويقول رزقو بحماس كبير “رأينا أمام أعيننا نجوم العالم الذين كنا نتمنى لقاءهم، بل والتقطنا لهم صورا مميزة من قلب الملعب، وكل منا استطاع بعدسته اقتناص لحظات مؤثرة لهذا الحدث”. وهذه التجربة برأيه تستحق ألا تبقى رهينة صاحبها.
أما الصحفي المصور وأمين مال رابطة المصورين الرياضيين محمد العدلاني فقد شكل له المعرض فرصة تقاسم فيها مع الزائرين اللحظات الجميلة التي غمرته وهو يتابع منتخب بلده في مونديال 2018. وأضاف بنوع من الثقة أن المبادرة تؤسس لثقافة التوثيق والتأريخ بالصورة للأحداث الرياضية.
ويأسف المتابعون الرياضيون لعدم إيلاء الاعلام الرياضي أدنى اهتمام لهذا الجانب برغم أهميته، وكونه جزءا من تاريخ الحركة الرياضية يكمل توثيق المعلومة ورصدها بالصورة. علما بأن خزانة وأرشيف المصورين الصحفيين الذين حضروا في تظاهرات كأس العالم التي شارك بها المنتخب المغربي مليء بالصور التي تستحق العرض.
ففي كل التظاهرات الرياضية هناك صور شاهدة عن تفاصيل الحدث صنعتها عدسة من زجاج وعين إنسانية التقطت اللحظة عبر كبسة زر الكاميرا.. قد لا تحظى هذه الصور بالإعجاب، وقد يعلوها غبار الزمن.. لكنها تبقى في وجدان مصورها حكاية تختزل لحظات أرادها أن تبقى خالدة.
المصدر : الجزيرة