واشنطن بوست: علاقة ترامب مع السعودية تدور كلها حول المال
|وأوردت الكاتبة بالصحيفة كارين دويانغ في بداية مقالها -كمثال على ما ذهبت إليه- بعض ردود ترامب على الصحفيين السبت الماضي عندما سألوه عن رأيه في الخلاصة التي توصلت لها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي)؛ بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الذي أعطى الأوامر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا.
وعلقت دويانغ على ذلك بقولها إن ترامب قد لا يركز كثيرا على التعاون مع السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، ودعم الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة، لكنه يخالف في ذلك الآخرين في إدارته.
ولفتت الكاتبة إلى أنه حتى في ظل التحالف المتزايد بين أعضاء الحزبين في الكونغرس لإلقاء اللوم على محمد بن سلمان في وفاة خاشقجي، والمطالبة بإنزال عقوبات قاسية على السعودية، فإن بعض المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين، إلى جانب خبراء في المنطقة يؤكدون أن واشنطن والرياض ستحرصان على عدم المساس بالمصالح المشتركة بينهما والجذور العميقة التي تربطهما.
ونقلت عن مسؤول سابق كبير في المخابرات الأميركية (اشترط عدم ذكر اسمه) قوله إن الرياض ربما تضطر لاتخاذ بعض الإجراءات ضد واشنطن في حالة اتخاذها خطوات متشددة تجاهها، لكنها لن تتجاوز عدم التعاون التام بخصوص سوق النفط، أو ربما إبرام صفقات شراء أسلحة كبيرة من الصين وروسيا؛ الأمر الذي لن يكون تأثيره كبيرا على أميركا.
بل إن ثمة من يرى -حسب الكاتبة- أنه في حالة وقوع قطيعة كبيرة، فلن تخسر أميركا الكثير؛ إذ إن المال السعودي والتعاون الإستراتيجي أقل مما قد يبدو للبعض.
واستعرضت دويانغ الموقف السعودي الذي أعلن عنه الملك سلمان بن عبد العزيز حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ قائلة إنه لا يتماشى مع تطلعات ترامب وصهره جاريد كوشنر المتعلقة بما أصبح يعرف “بصفقة القرن”.
|
بل إن بعض تصرفات السعودية -حسب الكاتبة- قوضت أهداف واشنطن في المنطقة؛ كاعتقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري العام الماضي، وفرض الحصار على دولة قطر، هذا إلى جانب الحرب في اليمن، التي يتهم السعوديون فيها بالتسبب في آلاف الضحايا اليمنيين، وفي كارثة إنسانية هائلة، على حد تعبير الكاتبة.
أما الأموال، فإن الكاتبة نقلت عن خبراء تشكيكهم في المبالغ التي يتحدث عنها ترامب، وفي كم الوظائف التي يقول إنها ستوفرها؛ فمبيعات الأسلحة الأميركية للسعودية لم تتجاوز منذ أن تسلم ترامب السلطة 14.5 مليار دولار، وذلك المبلغ يبدو بعيدا عن 110 مليارات التي يتحدث عنها ترامب، كما أنها لن توفر في أحسن الأحوال أكثر من عشرات الآلاف من الوظائف، وهذا بعيد عن مئات الآلاف أو المليون التي يتحدث عنها ترامب.
المصدر : واشنطن بوست