منعطف جديد لحرب اليمن يبدو معه السلام ممكنا
|الجزيرة نت-خاص
وقالت الجماعة على لسان رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي -فجر أمس الاثنين- إن ذلك يأتي استجابة لجهود المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث، في مساعيه لوقف الحرب والتوصل إلى سلام بين أطراف النزاع.
ومنذ بدء تدخل التحالف السعودي الإماراتي في اليمن أواخر مارس/آذار 2015، أطلق الحوثيون أكثر من مئتي صاروخ على مدن سعودية، نجم عنها 112 قتيلا، وفق إحصائيات للمتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي في وقت سابق.
ساعات فقط، كانت كفيلة بإعلان حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي موافقتها على المشاركة في المشاورات، داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من أي تعطيل قد يقوم به الحوثيون.
من جهته، أكد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في جلسة مجلس الشورى أمس، دعمه التوصل إلى حل سياسي في اليمن.
وتسعى الأمم المتحدة لإحياء محادثات السلام في السويد أواخر العام الجاري، لإنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ ثلاث سنوات، والتي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف شخص ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة.
توقيت الإعلان
المواقف المتطورة في الأزمة اليمنية سبقها تصاعد الأصوات المنددة باستمرار العمليات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي، واتساع دائرة الرفض لتصاعد سقوط ضحايا مدنيين بينهم أطفال جراء هجمات التحالف الجوية.
وأوقفت واشنطن تزويد مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي بالوقود الأميركي جوا، في خطوة تسعى معها لتقليل أعداد الضحايا المدنيين، مع تزايد المطالبات من مشرعي الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأميركيين بوقف مبيعات الأسلحة للرياض.
وبحسب مصدر عسكري في قوات العمالقة الموالية للحكومة اليمنية التي تقاتل في مدينة الحديدة، فإن الطلعات الجوية لمقاتلات التحالف لم تعد بالكثافة ذاتها، كما أن تحليقها في سماء اليمن تراجع كثيرا.
وقال المصدر للجزيرة نت -مفضّلا عدم الكشف عن هويته- إن وقف واشنطن تزويد المقاتلات انعكس بصورة واضحة على الطلعات الجوية، مما يؤكد فرضية أن واشنطن تضغط على السعودية لوقف الحرب.
وأشار إلى أن “وقف تزويد المقاتلات جاء بالتزامن مع أوامر وصلتنا من التحالف بوقف المعركة في الحديدة”.
أمين سلطان: أفق التسوية السياسية في اليمن مستبعد (مواقع التواصل) |
التحالف أضعف
غير أن جماعة الحوثيين ترى أن توقيت الإعلان عن استعدادها وقف المعارك، يأتي في سياق “إعلان الحجة” على التحالف السعودي الإماراتي، وإبداء حسن النوايا للتوصل إلى سلام.
وبحسب القيادي البارز في الجماعة وزير الإعلام في حكومتها (غير المعترف بها) ضيف الله الشامي، فإن تحالف “العدوان” وصل إلى مرحلة من الضعف ليوعز للأمم المتحدة بمطالبة الشعب اليمني بوقف إطلاق الصواريخ.
ويقول الشامي للجزيرة نت، إن إعلان الجماعة جاء بعد أن “تلقينا طلبا من المبعوث الأممي بوقف إطلاق الصواريخ، من أجل إسناد جهوده الأممية”.
وأضاف “نحن نملك زمام المبادرة على الأرض، وإعلاننا وقف إطلاق الصواريخ يأتي في سياق حرصنا على التوصل إلى سلام، ونتمنى على العدوان أن يلتقط هذه المبادرة، التي تأتي في سياق المبادرات التي أطلقها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (زعيم الجماعة)”.
وتابع “في حال نكث تحالف العدوان تعهداته التي أطلقها مقابل وقفنا الضربات الصاروخية، فإننا نملك الرد الكافي للوصول إلى أي هدف عسكري سواء في السعودية أو الإمارات، وحينها سيكون الرد أقسى”.
وحول الحديث عن تقديم الجماعة تنازلات تتعلق بتسليم ميناء الحديدة الإستراتيجي (غربي اليمن)، قال الشامي إن جماعته لم ولن تقدم أي تنازلات في هذا الجانب، وإن سعيها إلى السلام يأتي من باب التجاوب مع جهود غريفيث وإلزام الحجة.
السلام أقرب
ويرى ضيف الله الشامي أنه في حال التزم التحالف السعودي الإماراتي بوقف المعارك، والكف عن دعم القوات الموالية لها في الحديدة، فإن تحقيق السلام قد يكون ممكنا.
ويعلق اليمنيون آمالا كبيرة على الخطوة التي أعلنها الحوثيون، لكنهم يخشون من فشل تلك المساعي مما قد ينذر بجولة جديدة من الصراع حسبما يرى المحلل السياسي توفيق علي.
ويقول علي للجزيرة نت “على الأمم المتحدة وبريطانيا اللتين تبدوان اللاعب الرئيسي في الأزمة اليمنية، فرض ضغوط كبيرة على الطرفين من أجل التوصل إلى سلام، وما عدا ذلك فإن الوضع سينفجر مجددا في الحديدة وغيرها”.
ويضيف “دائما ما كان الحوثيون هم الطرف الذي يُفشِل المساعي الدولية للتوصل إلى سلام، لكنهم هذه المرة يبدون أكثر ضعفا وفي المقابل تبدو السعودية عازمة على الخروج من مستنقع الأزمة اليمنية”.
استراحة محارب
غير أن أستاذ الاتصال والإعلام في جامعة صنعاء أمين سلطان يقول إن أفق التسوية السياسية في اليمن مستبعد.
ويشير إلى أن ما يحصل مجرد تجديد نشاط الهدنة، فما يتبين حتى اللحظة هو عبارة عن استراحة محاربين مستفيدين من استمرار هذه الحرب، خصوصا أن من المستبعد تقديمهم تنازلات.
ويضيف سلطان “الواضح أيضا أن هذه التهدئة أو الهدنة عنوان لمتوالية حرب قادمة أكثر شراسة وامتدادا، لأن المليشيات لن تسلّم السلاح ولن تسلم الميناء، وبمجرد إعلان التهدئة قبل أيام في الحديدة، أطلقت صواريخ سكود باتجاه ميناء الحديدة ومأرب”.
المصدر : الجزيرة