هكذا تُغيّر غوغل المدن التي تحل بها
|لم يكن تحديد الموقع الجغرافي على الجوال ورسم الخرائط على خرائط غوغل إلا الخطوة الأولى، أما الآن فعملاق التكنولوجيا غوغل يحاول أن يفرض نفسه كشريك في التخطيط الحضري.
وتقول صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن سكان نيويورك رصدوا انتشار مقصورات كبيرة في شوارع المدينة توفر للسائحين خدمة الاتصال المجاني بالإنترنت مقابل جزء من بيانات هواتفهم.
وأضافت كاتبة المقال إليسا براون أن من بين الجهات السخية الداعمة لهذه المرافق يوجد اسم عملاق البحث الذي يحلم بإدارة المدينة، ولهذا قام عام 2013 بتثبيت هذه الأجهزة.
وأنشأ لتلك الغاية سنة 2015 شركة فرعية مخصصة للتخطيط الحضري تدعى مختبرات سايدوولك، كما تقول براون.
ويقول مؤسس موقع بوب أب (POP UP) فيليب غارغوف أن تورنتو الكندية تمثل هذه السنة أول تجربة تصميم حضري رئيسية تقوم بها الشركة الأميركية.
وتعمل فرق غوغل مع المهندس المعماري المعروف كارلو راتي، لإنشاء مقر غوغل الكندي فضلا عن مكاتب ومساكن ومنطقة للمشي على شاطئ البحر، مع الاهتمام باختيار معدات صديقة للبيئة.
ويشعر الكثيرون اليوم بالقلق من سيطرة رباعي التكنولوجيا العملاق المسمى اختصارا “غافا” (غوغل وآبل وفيسبوك وأمازون) على المدينة عن طريق خطة متقنة، حيث توفر للمجتمع خدمات مجانية أو قليلة الكلفة مثل تطبيق “ويز” الذي يسمح بمراقبة تدفق السيارات في الوقت الحقيقي وإدارتها بصورة أفضل، كما يقول مؤسس وكالة البيئة وإدارة الطاقة المهندس غبريل بلاسات.
ويرى بلاسات الخطورة في تأخر القطاع العام من مواكبة هذه الشركات في عمليات جمع البيانات مما يفقد القطاع العام القدرة على التخطيط دون الحاجة لمساعدتها، ويجعلها في موقف المسيطر على عملية التطوير الحضري للمدن.
وقد أقر عمدة تورنتو بأنه لم يفهم شروط التعاقد مع الشركات متعددة الجنسيات فيما يتعلق باستخدام البيانات لأغراض الدعاية، وهو خبر يزيد قلق المدافعين عن الخصوصية.
وتقول لوفيغارو إن غوغل أصبحت بالفعل هي من يحدد في العديد من المدن مكان الساحات أو الأرصفة بفضل خدمة الخرائط المنسقة، مشيرة إلى أن هؤلاء اللاعبين يسيطرون أولا على الحياة في المدينة لمعرفتهم بكيفية تحويل المعطيات والبيانات إلى خدمات تصبح هي الأخرى ضرورية.
ويقول ستيفان شولتز مستشار في الإستراتيجية والابتكار إن غوغل يحلم أن يملك الحقوق الحصرية لتشغيل مدينة الغد، وذلك عن طريق توفير أدوات لا غنى عنها.
المصدر : مواقع إلكترونية