بعد استقالة ليبرمان.. غزة تبتهج ونتنياهو يرتبك

عمت البهجة قطاع غزة بعد استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي أربكت الائتلاف الحاكم في إسرائيل، حيث يعكف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على احتواء تداعياتها على حكومته.

وشاركت أعداد كبيرة من الفلسطينيين في قطاع غزة اليوم الأربعاء في مسيرة ابتهاجا باستقالة ليبرمان من منصبه، بعد يوم من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في القطاع.

ورفع المشاركون في المسيرة التي نظمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمام منزل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية بمخيم الشاطئ، أعلام فلسطين ولافتات كُتب عليها “رحل ليبرمان، وبقيَ هنية”، و”سقط نتنياهو وبقيت المقاومة”. كما أحرقوا صورا لوزير الدفاع المستقيل، ووزع بعضهم الحلوى احتفالا.

وقال همام عثمان من “جهاز العمل الجماهيري” بحركة حماس في كلمة له أثناء المسيرة “إن ليبرمان هدد أكثر من مرة باغتيال هنية، لكن ليبرمان رحل وبقي هنية، فليرحل ليبرمان ونتنياهو ودونالد ترامب“.

وأوضح أن غزة خلال جولة التصعيد الأخيرة، انتصرت على إسرائيل بإبداع فصائل المقاومة وقدرتها العسكرية.

وفي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وزع عدد من الفلسطينيين الحلوى في الشوارع ابتهاجا باستقالة ليبرمان، معتبرين إياها نصرا لغزة.

وقالت حماس في بيان لها إن ما تريده هي وفصائل المقاومة “هو إنهاء الاحتلال، وليس مجرد إنهاء الحياة السياسية لأحد قادته”.

وفي هذا السياق قال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن استقالة ليبرمان انتصار كبير للمقاومة الفلسطينية في مواجهة أكثر الشخصيات الإسرائيلية تطرفاً، مؤكدا أن هذا الانتصار جاء نتيجة لجرأة المقاومة وصمودها في وجه العدوان الإسرائيلي.

من جهتها اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي استقالة ليبرمان “من التداعيات السريعة لفشل الاحتلال واعترافا بهزيمته.. ليبرمان كان أعجز من أن يقف في وجه المقاومة.. كل إجراءات الاحتلال فشلت أمام صمود غزة وثباتها وصبرها”.

 ليبرمان يعتبر وقف إطلاق النار في غزة خضوعا واستسلاما (غيتي)

خيارات نتنياهو
على الجانب الإسرائيلي عقد نتنياهو اجتماعا مع رؤساء الأحزاب المشاركة في ائتلافه الحاكم، سعيا لتحقيق استقرار حكومته ومواصلة عملها.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر مقرب من نتنياهو أن “الهدف الأولي هو ضمان استقرار الائتلاف الحكومي لتمكينه من المضي قدما في عمله”، مضيفا أن نتنياهو سيجري في الساعات القريبة محادثات مع رؤساء أحزاب الائتلاف بهدف “الامتناع عن تبكير الانتخابات”.

ولدى إعلانه استقالته، قال ليبرمان للصحفيين “ما حدث أمس من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار والتهدئة هو بمثابة خضوع واستسلام للإرهاب”. وأضاف “ما نفعله الآن كدولة هو شراء الهدوء على المدى القصير، لكننا سندفع على المدى البعيد ثمنا ونتكبد ضررا بالغا على مستوى الأمن القومي”.

وتابع أن حزبه سينسحب كذلك من ائتلاف نتنياهو، مما يعني أن الحكومة سيكون لديها غالبية بمقعد واحد في البرلمان.
 
وكان يفترض أن تجرى انتخابات الكنيست في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لكن استقالة ليبرمان ستزيد من احتمال إجراء انتخابات مبكرة.
 
وأكد مسؤول من حزب الليكود بزعامة نتنياهو أنه “لا يوجد التزام بالانتخابات في هذا الوقت لما ينطوي عليه الوضع من حساسية أمنية”.

وأضاف “يمكن للحكومة أن تكمل فترتها الزمنية.. على أي حال وعلى المدى القصير، سيتولى رئيس الوزراء حقيبة ليبرمان على الأقل مؤقتا”.

وسارع حزب “البيت اليهودي” برئاسة نفتالي بينيت إلى المطالبة بحقيبة وزارة الدفاع بعد استقالة ليبرمان. وقالت رئيسة كتلة الحزب بالبرلمان شولي معلم “حان الوقت لتسليم حقيبة الدفاع لنفتالي بينيت، وبدون هذه الحقيبة فإن الكتلة لن تبقى شريكا في الائتلاف الحكومي”.
   
ورحب رئيس حزب “يش عتيد” (يوجد مستقبل) وزعيم حزب العمل وزعيمة المعارضة من “المعسكر الصهيوني” وغيرهم باستقالة ليبرمان، وقالت تسيبي ليفني إن “حكومة فشلت في الأمن يجب أن تنصرف.. لا سلام، ولا أمن”.
    
اما رئيسة حزب “ميريتس” اليساري الصهيوني تمار زندبرغ فقالت إنها ستتقدم بمشروع قانون لحل الكنيست، وقالت إنه “تم التخلص من وزير عنصري فاسد هبط بالسياسة الإسرائيلية إلى الحضيض”.

المصدر : الجزيرة + وكالات

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *