إيران.. كنوز تنتظر السائحين في بلد الفصول الأربعة
|الجزيرة نت-طهران
إيران.. ذلك البلد الجميل الذي قد لا تسمع عنه إلا في السياسة والأزمات، هو أيضا بلد السياحة والأسفار والترحال، بلد الطبيعة الخلابة والفصول الأربعة والمعالم الأثرية الشاهدة على تاريخ بلاد فارس وحضارتها الضاربة في القدم.
لموقعها الإستراتيجي والامتداد الشاسع لأراضيها، كان تأثير إيران جليا على الثقافات والشعوب عبر العصور، فهي تمتلك حدودا برية مع باكستان وأفغانستان وتركمانستان وأذربيجان وأرمينيا وتركيا والعراق.
ولإيران أيضا ثمانية منافذ بحرية على كل من كزاخستان وروسيا من بحر قزوين، والكويت وقطر والبحرين والسعودية والإمارات وسلطنة عمان من الجانب الخليجي.
وتمتد على رقعة جغرافية واسعة ذات تضاريس متنوعة، مما جعلها من البلدان القليلة في العالم التي تجتمع فيها الفصول الأربعة في يوم واحد، فمناخاتها متعددة وطبيعتها أخاذة، فضلا عن معالمها الأثرية القيّمة وثقافاتها الثرية.
خيارات عديدة
لا يحتاج السائح إلى التفكير طويلا فالخيارات عديدة أمامه، إذ بإمكانه أن يتزلج في سلسلة جبال البرز/الزاغروس، أو أن ينطلق في تجربة سفاري استثنائية في يزد أو كرمان (وسط) أو زيارة المعالم التاريخية والمتاحف مع الاستمتاع بأشهى المأكولات من المطبخ الإيراني الثري.
وتعتبر كل من أصفهان وشيراز ومشهد وتبريز وطهران وجيلان ومازندران ويزد وكيش من أكثر المدن استقطاباً للسياح. كما يعتبر الربيع أحسن الفصول للسفر خاصة ما بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، رغم جمالية وسحر كل فصل فيها.
وإضافة إلى الرحلات السياحية، تستقطب إيران أنواعا أخرى من السياحة بينها العلاجية والدينية والاستكشافية. يقول رئيس منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة علي أصغر مونسان لوكالة “صداوسيما” الوطنية إن نحو خمسة ملايين سائح يزورون البلاد سنويا، وإن إيران تطمح لبلوغ عشرين مليون سائح في أفق 2025.
وحسب رأي سياح زاروا إيران، فإن الإيرانيين من أكثر الشعوب ودا وترحابا بالسائح الأجنبي، لا سيما القادمين من أوروبا وأميركا، وهو ما أكده العديد من الصحفيين في حديثهم عنها.
أكثرها سحرا
بعد سفره إلى إيران، يقول الصحفي البريطاني الشهير جون سيمبسون في حديث نشره موقع تابع لوزارة الثقافة عام 2014 “هي أکثر البلاد سحرا في العالم. بلد شاسع مع طقس جاف وممتع، شعب مثقّف ومضياف، معالمه الأثرية فريدة من نوعها، حين تذهب إلى مطعم يدعونك لتناول الطعام ويصرون على ألا تدفع شيئا، وعندما تمشي في الحديقة تُدعى من قِبل العائلات إلى تجمعهم العائلي”.
بدوره يروي الصحفي الفرنسي جان كلود جينو في لقاء مع صحيفة “دنياي اقتصاد” الإيرانية مجريات رحلته الثانية لهذا البلد “حقيقة صدمت، وحتى استخدام كلمة صدمة لا يكفي للتعبير عن هذا الشعور. قد تكون كلمة مذهلة أكثر ملاءمة. إيران لا تشبه الصورة التي أنشأناها عنها بأوروبا ولا سيما فرنسا“.
البورتوريكي جان يقول لوكالة أنباء إيسنا “أتمنى بعد أن تمكنت من التجول في نحو 3000 كيلومتر مربع خلال 75 يوما، أن يعرف الجميع أن إيران ليست مخيفة. والأهم من ذلك أن أهلها ليسوا إرهابيين، قد يكونون مريعين في القيادة، لكنهم ليسوا إرهابيين بأي شكل من الأشكال”.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية خريطة عالمية لأكثر البلدان أمانا وخطرا على السياح لعام 2018، إذ أشارت فيها إلى أن إيران من ضمن قائمة البلدان الأقل خطرا على السياح.
التنقل والأسعار
من إيجابيات السياحة في إيران سهولة التنقل بين المدن وداخلها، حيث ينتشر في أرجائها 54 مطارا مدنيا، إضافة إلى المحطات والقطارات المتنوعة والمترو وسيارات الأجرة والحجز الهاتفي لها.
في المقابل، تبرز بعض السلبيات وأبرزها عدم إمكانية استخدام البطاقات المصرفية الدولية للأجانب بسبب العقوبات الأميركية على البنوك العالمية وعدم تعاملهم مع الإيرانية.
ومن بين العوائق الأخرى فرض الحجاب على غير المحجبات وصعوبة التواصل مع بعض الناس بسبب استخدام اللغة الفارسية دون غيرها.
ورغم الإمكانيات الهائلة التي تخول لإيران أن يستقطب ملايين السياح، يرى مراقبون أن الحكومة مقصرة في تطوير بنية تحتية متطورة للسياحة، وفق معايير عالمية، إَضافة إلى نقص ملحوظ في خطط التسويق والترويج.
غير أن الحكومة تحركت مؤخرا في اتجاه إنعاش القطاع وتقديم امتيازات للسياح الأجانب حيث منحت منذ سنة حق الحصول على تأشيرات من جميع مطارات البلاد لـ 180 دولة، مع إمكانية عدم ختم الجواز لدى الدخول حسب رغبة السائح.
المصدر : الجزيرة