معركة الحديدة.. تحذير أممي والحوثيون يوقفون تقدم المهاجمين نحو الميناء
|أحبط الحوثيون هجوما واسعا للقوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، ليوقفوا -مؤقتا على الأقل- تقدمها نحو ميناء الحديدة. وبينما تتواصل المعارك في أطراف المدينة، حذرت الأمم المتحدة من تداعيات كارثية في حال جرى تدمير الميناء.
وأكد مصدر عسكري يمني حكومي أن المسلحين الحوثيين تمكنوا من صد الهجوم الذي جرى مساء أمس الأحد من الجهة الجنوبية للمدينة عبر الطريق الساحلي باتجاه مستشفى الثورة العام في الجهة الجنوبية الغربية.
وتحت غطاء من الغارات المكثفة لطائرات التحالف، بما في ذلك مروحيات الأباتشي السعودية، حاولت القوات اليمنية التقدم عبر الطريق الساحلي باتجاه الميناء الذي تدخل عبره 80% من واردات اليمن الغذائية والمساعدات الدولية.
لكنّ محاولة قطع هذا الشريان المهم بالنسبة للحوثيين وللمدنيين على حد سواء، واجهت مقاومة عنيفة من الحوثيين الذين خاضوا بالتزامن معارك ضارية في الأطراف الجنوبية والشرقية للحديدة.
وقال الصحفي سامي الأهدل للجزيرة إن اليوم الاثنين شهد فقط مناوشات قليلة في شارع الخمسين بالجبهة الشرقية وشارع التسعين على بعد خمسة كيلومترات من ميناء الحديدة، في حين أنه في الجبهة الجنوبية لا توجد مواجهات بالقرب من مستشفى الثورة العام. وأشار الصحفي اليمني إلى سوء الأوضاع الإنسانية في المدينة، والانقطاع الكامل للإنترنت.
وفي إشارة أخرى إلى المقاومة الضارية التي واجهتها القوات اليمنية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، تمكن الحوثيون من استعادة مستشفى 22 مايو بالأطراف الشرقية بعدما فقدوا السيطرة عليه لوقت وجيز، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن سكان.
وكان القيادي الحوثي محمد البخيتي قال في وقت سابق للجزيرة إن القتال يدور خارج مدينة الحديدة وليس داخلها، مشيرا إلى أن بعض المنشآت التي سيطرت عيلها القوات المهاجمة -على غرار صوامع الحبوب ومصنع الألبان- تبعد عشرة كيلومترات عن مركز الحديدة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر في مستشفيات الحديدة أن أكثر من 110 من مسلحي جماعة الحوثي و32 من القوات الحكومية قتلوا في المعارك التي وقعت مساء أمس في عدة محاور بالحديدة، كما قتل سبعة مدنيين في الضواحي الجنوبية جراء القصف، وبذلك ترتفع حصيلة المعارك منذ مطلع الشهر الحالي إلى نحو ستمئة قتيل.
وفي العاصمة المؤقتة عدن، قالت مصادر طبية إن المستشفيات العامة استنفدت طاقتها في ظل تدفق أعداد كبيرة من الجرحى من الجبهات، ويتم نقل جرحى القوات الحكومية إلى عدن على وجه الخصوص.
تحذير غوتيريش من احتمال تعرض ميناء الحديدة للتدمير يأتي في ظل اقتراب المعارك من الميناء (الأوروبية) |
عواقب كارثية
ويقول التحالف السعودي الإماراتي إنه يريد السيطرة على ميناء الحديدة لقطع الشريان الرئيس للحوثيين وحملهم على التفاوض.
وصرّح المتحدث باسم التحالف تركي المالكي -خلال مؤتمر صحفي بالرياض- بأن القوات اليمنية باتت تحاصر الحديدة من الجنوب والجنوب الشرقي والشمال الشرقي.
سياسيا، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن تدمير ميناء مدينة الحديدة غربي اليمن سيكون كارثيا.
ويأتي هذا التحذير في وقت تحذر فيه منظمات دولية من أن القتال في الحديدة يعرض حياة 14 مليون يمني للخطر، باعتبار أن معظم الواردات الغذائية تدخل من الميناء.
كما أنه يأتي في وقت كرر فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو -خلال اتصال مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان– الدعوة إلى وقف العمليات القتالية وجلوس كل الأطراف للتفاوض.
المصدر : الجزيرة + وكالات