بين اللامبالاة والأمل.. شباب مصر في حضرة منتدى شباب العالم

“تابعته كي أضحك” سبب يبدو غريبا ذلك الذي دفع الطالب الجامعي مهاب محمد لمتابعة جلسات منتدى شباب العالم الذي عقدت دورته الثانية في مدينة شرم الشيخ (شمالي شرقي مصر) بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويضيف للجزيرة نت “عندما يخيرني رئيس الدولة بين توفير البطاطس للشعب وبناء دولة فهذا يعني أن التصريح لا يتعدى مزحة تستدعي الضحك”.

ويرى مهاب (20 عاما) أن منتديات الشباب التي يعقدها النظام المصري تعبر بشكل صارخ عن التناقض بين الواقع الذي يعيشه المواطنون وتصريحات المسؤولين التي تبدو مضحكة.

وخلال المدة من نوفمبر/تشرين الثاني 2016 إلى يوليو/تموز 2018 عقدت الحكومة المصرية ستة مؤتمرات للشباب، بينما جرت فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم في المدة من 3 إلى 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وشارك فيها 5 آلاف شاب من 145 دولة.

ووفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي) فقد بلغ عدد الشباب المصري من الفئة العمرية 18 إلى 29 عاما 21.7 مليون نسمة، ويمثلون 23.6% من إجمالي السكان خلال عام 2017.

إهدار للمال العام
أما محمد -الذي يعمل في إحدى شركات الاتصالات- فلم يتابع جلسات المؤتمر، لكن صديقه في العمل أرسل إليه عبر تطبيق واتساب مقطع فيديو لشاب لبناني يطلب من السيسي خلال إحدى جلسات المنتدى السماح بدخول صديق له ذهب إلى دورة المياه وعند عودته للجلسة تمّ منعه.

ويقول للجزيرة نت “الأمر عبثي.. ولا فائدة ملموسة من هذه اللقاءات”، معتبرا إقامة هذا المنتدى إهدارا للمال العام وموارد الدولة.

وكانت إدارة المنتدى أصدرت بيانا قبيل انعقاده تؤكد فيه عدم تحمل الحكومة المصرية أي نفقات لإقامة المنتدى، موضحة أن جميع المصروفات تكفلت بها جهات راعية.

وقدرت وسائل إعلامية تكلفة منتدى شباب العالم في دورته الأولى بنحو 750 مليون جنيه أي ما يعادل 42 مليون دولار أميركي.

وتساءلت أميمة حاتم عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن سبب عدم تمثيل المنتدى جميع الفئات الشابة، وعلقت قائلة “أعتقد أن الشباب المعارض للسيسي بالملايين ولم يكن لهم صوت في المنتدى”.

الحكومة المصرية أطلقت 8 منتديات شبابية خلال عامين (الجزيرة)

ما الجدوى؟
أما السؤال الذي كان أحمد مختار يود طرحه على السيسي لو كان من بين حضور المنتدى فهو يتصل بمستوى نجاح السياسات الاقتصادية التي تقرها الحكومة في تحسين مستوى معيشة المواطن المصري.

ويضيف “أريد أيضا سؤال الرئيس عن مصير ملايين الشباب العاطلين عن العمل”.

ووفقا لنتائج الربع الثالث من عام 2017 التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، يبلغ معدل البطالة بين الشباب في الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة نحو 26.7%.

لكن هناك جوانب إيجابية يراها الطالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية معتز إبراهيم في منتدى شباب العالم ومنها الاطلاع على ثقافات مختلفة وتجارب شبابية ناجحة من بلدان عديدة مثل مبادرة سفراء أفريقيا التي طرحت خلال جلسة “أفريقيا التي نريدها”، بالإضافة إلى الترويج لمدينة شرم الشيخ كمنتجع سياحي.

بدوره فقد وجد الصحفي الشاب محمود سعد الدين في النسخة الثانية من منتدى شباب العالم دليلا على نجاح الشباب المصري في تقديم مصر بشكل مختلف أمام العالم.

وقال في مقال نقلته صحيفة اليوم السابع المحسوبة على السلطة المصرية “منتدى شبابي هام يثبت أن شباب المحروسة على قدر كبير من المسؤولية”.