خطاب الشيخ تميم.. رسائل قطرية في دقائق معدودة
|عبد الله العمادي–الدوحة
وواصل الشيخ تميم بعد تلك الحقيقة بعث رسالة أخرى ضمنية للقادة الخليجيين قبل انعقاد قمتهم السنوية المعتادة منذ أكثر من أربعين عاما -والتي من المفترض عقدها الشهر القادم- وهو يتأسف لما وصلت إليه حال مجلس التعاون الخليجي.
وأكد أمير قطر بالمناسبة أن استمرار الأزمة الخليجية كشف عن إخفاق مجلس التعاون الخليجي في “تحقيق أهدافه، وتلبية طموحات شعوبنا الخليجية، مما أضعف قدرته على مواجهة التحديات والمخاطر، وهمّش دوره الإقليمي والدولي”، معبرا عن أمله في “أن يستفاد من الأزمة الراهنة في تطوير المجلس على أسس سليمة تشمل آليات لحل الخلافات وتضمن عدم تكرارها مستقبلا”.
قطر تجاوزت أزمة الحصار وتمكن اقتصادها من تحقيق نتائج إيجابية (الجزيرة) |
نهاية الأمل
رسالة الشيخ تميم كانت واضحة لنظرائه الخليجيين، الذين كان يجمعهم الكيان العربي الوحيد الذي صمد طوال عقود أربعة من عمره، رغم عدم فاعليته كثيرا.
ومع ذلك، فقد كان تماسك هذا المجلس عاملا يؤمل منه التطور ضمن تطورات العالم حوله، إلا أن أزمة حصار قطر واستمرارها دون نتائج إيجابية ملموسة، أنهت كل أمل في بقاء هذا الكيان على الشكل الذي عليه، وهو ما أشار إليه تماماً أمير قطر متمنيا أن تتم الاستفادة من الأزمة الراهنة في تطويره.
لكن ما لاحظه كثير من المراقبين أن خطاب الأمير خلا من أي إشارة إلى برقيات التودد للدوحة من الرياض والقاهرة، التي جاءت ضمن كلمات قادتها في مناسبات ماضية قريبة، وأكد الخطاب أن رسالة قطر للرباعي المحاصر كانت منذ البداية واضحة جلية شفافة، لا تحتاج لكثير من الشروح والتفصيلات.
ثلاثة شروط
ومفاد هذه الرسالة هو أن إعادة الأمور إلى ما قبل الخامس من يونيو/حزيران 2017 تحتاج إلى تحقيق شروط ثلاثة، هي التي أعلنها قبل أيام مضت خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، وهي “الاعتذار للشعب القطري، ورفع الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من يونيو/حزيران 2017، والجلوس على طاولة الحوار”.
وفي بداية خطابه، أرسل أمير قطر رسالة اطمئنان لشعبه، خلاصتها أنه منذ بدء الحصار “تعززت حصانة اقتصاد قطر من الهزات الخارجية، وازداد اعتمادنا على ذاتنا، وترسخت الروابط مع حلفائنا أكثر مما كانت، وتطورت علاقاتنا مع معـظم دول العالم”.
وأكد الشيخ تميم بذلك مقولة سابقة له في أول خطاب للشعب القطري بعد بدء الحصار قائلاً “رب ضارة نافعة”. والنتائج على أرض الواقع تثبت بالأرقام والحقائق أن محنة الحصار حملت في أعماقها الكثير من المنح لقطر وشعبها، أو هكذا كانت خلاصة خطاب الأمير.
المصدر : الجزيرة