قتل خاشقجي في قنصلية بلاده أشبه بمن يُقتل في أحد دور العبادة
|وقالت نسرين مالك -بعمودها في صحيفة ذي غارديان البريطانية- إنها أبلغت زملاءها بالصحيفة أن قصة اختفاء الصحفي السعودي لن تستأثر بذات الاهتمام لأكثر من يومين أو ثلاثة.
ورأت الكاتبة أن سبب الاهتمام مرده أن خاشقجي يعد من الصحفيين الذين ينتقدون الحكومة السعودية من منطلق الصداقة، وكان يزن كلماته بعناية، ولم يك يوما يدعو لتغيير النظام بل كان على اتصال دائم بكبار أفراد الأسرة المالكة.ومضت إلى القول إن ثمة “خيانة مروعة” تكمن في أن قتله في قنصلية بلاده -المفترض أنها ملاذ أي مواطن في بلد أجنبي- أشبه بمن يُقتل في أحد دور العبادة.
إن استدراج خاشقجي والغدر به -تقول نسرين- فيه نقض لمبدأ العفو، مما يجعل الأمر أدعى للاشمئزاز من فرضية تعرضه للتصفية بشكل عشوائي في شوارع إسطنبول.
وتعيد حادثة خاشقجي إلى الأذهان عفو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عن اثنين من أصهاره كانا قد فرا من البلاد ليغتالهما بمجرد عودتهما إلى الديار.
وعلى خلفية اغتيال الصحفي السعودي، برزت إلى واجهة الاهتمام فظائع أخرى ارتكبها نظام الرياض -على حد تعبير نسرين مالك- وكان من تأثيراتها أن صفقات المملكة من الأسلحة تخضع لتمحيص أشد حيث أوقفت ألمانيا مبيعاتها من السلاح إليها.
وعادت حرب اليمن لتتصدر أجندة الأحداث على حين غرة. واقتبست الكاتبة تصريحا أدلى به أحد الأطباء لصحيفة نيويورك تايمز قال فيه “فوجئنا بالاهتمام الكبير بقضية خاشقجي بينما يعاني ملايين الأطفال اليمنيين” من ويلات الحرب “دون أن يعيرهم أحد أي اهتمام”.
وخلصت إلى أن مقتل الصحفي قد يكون مأساة، إلا أنه ساعد العالم على رؤية ضحايا الحكومة السعودية.
وختمت بالقول إن الحادثة يجب أن تدفع لإعادة تقييم منطق السياسة الواقعية “الجبان” فيما يتعلق بالتعاون الأمني الذي يتذرع به الخلفاء الغربيون لتبرير أسلوب الترضية الذي ينطوي في حقيقة الأمر على تهديد استقرار الشرق الأوسط.
;