عراقيات في كندا يتّحدن لمساعدة اللاجئين “بالأطعمة المهدورة”
|علي الكبيسي-تورنتو
لطالما آمنت المهندسة العراقية المقيمة في كندا أنسام النعيمي أن العمل التطوعي نهج إنساني مبني على حب الخير ومساعدة الآخرين والرغبة في تغيير حياتهم.
ورغم أن محاولات أنسام لإيصال المساعدات من كندا إلى أبناء جلدتها من النازحين داخل العراق لم تكلل بالنجاح لتدهور الوضع الأمني، فإن هذا لم يثنها عن إيجاد سبيل آخر للتواصل مع اللاجئين داخل كندا، عبر تطوعها -برفقة سيدات عراقيات- في جمعية خيرية تحمل اسم “الطريق نحو مجتمع خال من الأطعمة المهدورة”.
بدأت فكرة الجمعية التي أطلقتها السيدة ليلو أتاكو جايفا وعدد من المتطوعات العراقيات، مع تزايد أعداد اللاجئين القادمين إلى كندا في الآونة الأخيرة، ومعاناتهم من أجل تأمين لقمة العيش.
هذا الأمر دفعهن للتنسيق مع متاجر الأغذية والمطاعم للحصول على ما يفيض لديها من الطعام الصالح للاستهلاك، ووضعه داخل ثلاجة وسط الحي الذي يقطنه اللاجئون، وهي متاحة لهم بشكل يومي.
وجدت جايفا أن مشاركة عدد من السيدات العراقيات أضفى روح التعاون على فريق العمل التطوعي، وبفضلهن وصل عدد الثلاجات إلى ثلاث ضمن أحياء سكنية قرب مدينة تورنتو.
بحاجة للمزيد
هذا العمل الخيري يتطلب زيادة في عدد الثلاجات وعدد المتطوعين، وهذا ما دعت إليه المتطوعة ولاء صبيح التي قدرت المعدل اليومي لأعداد المستفيدين بنحو عشر عوائل.
وعبر زيادة عدد الثلاجات والمتطوعين سيحصل أكبر عدد من اللاجئين على المؤن الغذائية في مدن أخرى، إلى جانب المساهمة في نشر ثقافة جمع الطعام قبل إهداره وتوزيعه على المحتاجين.
ويكرس فريق الجمعية جهوده في متابعة الحاجة الماسة للاجئين بالتواصل معهم وإعلامهم عبر الإعلانات في المراكز المجتمعية والأسواق والمطاعم ووسائل التواصل الاجتماعي؛ عن موقع الثلاجة.
العديد من اللاجئين وجدوا في هذه المبادرة لفتة طيبة لتأمين لقمة العيش التي كانت تشكل معاناة لهم، خاصة أنهم يشكون صعوبات مادية، حيث بات بإمكانهم الحصول على الطعام مجانا من ثلاجة الجمعية الخيرية.
من بين هؤلاء أبو محمد القادم من سوريا برفقة عائلته المكونة من أربعة أفراد، إذ لم يتوقع أن يخرج من المنزل ويحصل على طعام مجاني لعائلته بعدما أثقلته تكاليف السكن وأصبح تأمين الطعام همه اليومي.
المصدر : الجزيرة